للتعليم مكانة ربانية وإنسانية بالغة المضامين والقيمة العالية التي تجعل الشعوب ترتقي وتنتصر على جموع الجهل والخرافة والشعوذة وقد اقترن التعليم مع دور المعلم في خط موازي ومسار أزلي لا ينفك عنه أو يتقاطع معه فلا تعليم من دون معلم يتولى هذه المهمة المقدسة وخير قدوة ومعلم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فهذه المهمة هي خط الصد لمخاطر الجهل من اجل تنمية دور العقل وجعله الحاكم والقائد في تسيير الأمور لمواجهة التحديات فقد أفرد الباري عز وجل في كتابه الشريف منزلة كبيرة للتعليم والمعلم منحته الهيبة والمكانة المرموقة التي خصها الباري له وأرتباط الفضل والتكريم على مقدار ما يعطية العالم للعلم والمعلم للتعليم وعكس ذلك يُسلب هذا الفضل والمنزلة عنه عندما يتحول العلم الى أداة للشر والتغرير والمكر كون العلم نور للعقول الواعية التي ترعى المجتمعات وتحافظ عليها من الفتن والتخلف، لذلك الهيبة مشروطه بالأخلاص والتفاني بالعمل النافع مهما تعددت أشكاله وألوانه، لكن للتعليم والمعلم خصوصية كبيرة تحتاج توفر عدة مقومات ومزايا يتحلى بها المعلم كي يكون محل احترام وهيبه، ومن باب الوفاء والعرفان من المجتمعات لدور المعلم يتوجب عليها ان تخصص له الاهتمام الذي يستحقه والمنزلة الرفيعه التي تليق به وتجعله في مقدمة الصفوف التي تخلق منه القائد والقدوة التي يستحقها من خلال السلوكيات والممارسات المجتمعية التي توسس لثقافة تتوارثها الأجيال ومنع لأي تعدي أو تجاوز يحصل لابد أن يأتي الرد والردع من المجتمع نفسه ناهيك عن دور الحكومات التي هي بالاغلب نتاج مجتمعي يتعاطى ويتناغم مع سلوكيات المجتمعات والرأي العام له وما يحصل من قبل الحكومات المتعاقبة من إهمال لحقوق المعلم والتعليم ساهم في استفحال المشاكل وساعد في زيادة العبء على الصورة المشرقة للمعلم والتي يواجه بها المجتمع ولابد ان تبقى كما هي من دون تشويه كما كانت الصورة السابقة له في نظرة المجتمع والتي يحاول ضعاف النفوس تغيريها وجعل المعيار المادي عامل تنافس ومفاضلة متجاهلين المضمون والقيمة المعنوية التي يحملها المعلم في وجدانه وكيانه، اذا نحتاج الحفاظ على هيبة المعلم مثلما نحتاج لهيبة التعليم اذا كنا نتطلع للحفاظ على تماسك المجتمع الذي يحترم قيمه وعاداته التي راعت التعليم والمعلم وقدمت له فروض الهيبة والاحترام الفائق ومالم نحافظ على هذه المنزلة ينزلق المجتمع نحو الانحراف الفكري والأخلاقي فكيف ننهض بالتعليم حتى لو توفرت احتياجاته من دون أن يكون للمعلم دور ومكانه يقود بها التعليم نحو التطور المنشود ، ونحن اذ نتطرق لهذا الجانب من الاهتمام لا ننكر مقدار التحدي والخطر الداهم الذي يتربص بنا وحجم المؤامرة التي يراد تنفيذها ضدنا باستهداف التعليم نفسه والتنمر الوافد عبر سلسلة التصرفات والسلوكيات التي زادت في الآونة الأخيرة والتي لا تمت لاخلاق مجتمعاتنا الأصيلة بصلة فمسؤولية التعامل مع المعلم مهمة الحكومة والمجتمع معا ومهمة المعلم نفسه في احترام العنوان الذي يحمله ومقدار العطاء الذي يبذله.