الكاتب سمير داود حنوش
في أيام ذلك الزمن من الإشتراكية البائدة كان الحكّام يقولون لنا (النفط لنا) كان الشعب يصدّق كلامهم، بل ويعلن الولاء لشعاراتهم، فأصبحنا نخوض حروباً ويتم التضحية بالشباب من أجل النفط في رهانات خاسرة لنزوات حاكم يوهمهم أن النفط لهم، كانت صور من المعركة وحكايات حروب تروي مشاهد من جثث متناثرة ومحترقة على رمال الصحراء لشباب يعتقدون أن النفط لهم.
جاء الحصار الغاشم كما يسمونه فأضطر الشعب إلى التسوّل في الوقت الذي كان يقتات على حصص الرز المخلوط بعفن الحيوانات وطحين ممزوج بنوى التمر تتبعها حسرات على فاكهة لم يعرف الأطفال سرّها إلا حين كان يخبرهم الآباء أنها فاكهة (الموز)، ورغم كل ذلك كان الشعب يصيح النفط لنا.
بعد عام 2003 أعلنوا لنا عن شمس الديمقراطية وأن النفط مُلك للشعب، وأخبرونا أنها حقيقة مؤكدة وواقع ملموس لكننا أيُها السادة أصبح لا النفط ولا الكهرباء ولا الماء لنا، بل الجوع والفقر والحرمان حصتنا ولكم أن تتخيلوا حجم النكتة التي ضحكنا منها وعلى انفسنا حين صدّقنا أن النفط لنا.
ونحن صغار كُنّا نتغنى بشعار (نفط العرب للعرب..موتوا يارجعية) لكن المفارقة أن بعد هذه السنين أصبح النفط من حصة الرجعية وأصبحنا نحن من حصة الشعارات فقط لاغيرها.
لم تكن سوى لعبة قذرة يمارسها علينا الحكّام واللصوص والعاهرون لإيهامنا بخدعة ملكية النفط وأننا أصحاب حق فيه وهو من إستحقاقنا، لكنها كانت وستظل مجرد خدعة وإكذوبة كبيرة.
هاهو سعر برميل ذلك النفط يزداد سعراً بينما حياتنا وأرواحنا تزداد رخصاً وعدماً، كم فقدنا من شهداء وأرواح وأزمنة ولازالت أفواهنا تردد (النفط لنا).
لعبة يمارسها علينا هؤلاء من أجل إبتزازنا أو من أجل أن يفوزوا بجمع أكثر عدداً من أصوات الفقراء والمُعدمين كنصر سياسي أو ربما دعاية إنتخابية لهم وفي كل الأحوال يكون الشعب هو الخاسر الأوحد. تعودنا أن نسمع أن النفط ملك الشعب لكنها كانت وستظل شعارات وأكاذيب يتسلّون بها لخداعنا وتخديرنا ونحن نعيش الأسوء في فقرنا وجوعنا ولازلنا نصيح النفط لنا.