الكاتب طارق الجبوري
لانريد هنا ومن خلال هذا العنوان ان نكون متفائلين جداً وحالمين ، في نفس الوقت الذي ينبغي علينا ان نكون موضوعيين في قراءة ما حدث ويحدث من متغيرات في مفاهيم النظرة الى العملية السياسية التي نردد دائما انها ولدت ميتة سريرياً بسبب المحاصصة .ولن ندعي هنا وجود نية عند اي طرف سياسي بوضع حد للمحاصصة بشكل نهائي كونها سبب كل الخراب الذي حصل من بعد الاحتلال في نيسان 2003 وما زال ..وعبثاً من يحاول تضليل المواطنين بنهاية مفهوم المحاصصة المقيت الذي ظهر واضحاً منذ الجلسة الاولى لمجلس النواب في دورته الخامسة من خلال انتخاب رئيس مجلس النواب وما ستسفر عنه نتائج انتخاب رئيس الجمهورية التي ستكون كما السابق من حصة الاخوة الكرد ليبقى منصب رئيس الحكومة كما هو معتاد حصة الطرف الاخر . اذن المحاصصة موجودة غير ان المتغير الذي هو محل خلاف الصدريين وحلفائهم مع الاطار التنسيقي هو مفهوم حكومة الاغلبية الذي جاء بعد سنوات من الفشل المرير في حكومات المحاصصة السابقة ..وبقدر ما يعتبرالبعض مفهوم حكومة الاغلبية قريباً من طروحات ثورة تشرين ، فانه في نفس الوقت لن يفضي الى تغيير كبير وجذري لكنه قد يفتح الباب اليه فيكون فاتحة اصلاح لهيكليلة العملية السياسية .. ومفهوم الاغلبية فرز بين مفهومين ونظرتين سياسيتيين الاولى ممثلة بكتلة الصدر وحلفائه تقدم وعزم والكرد التي ترفض استمرار المحاصصة في الحكومة وتحت اي مسمى كان وترى ضرورة تشكيل حكومة اغلبية ومعارضة تراقب اعمالها وهذا المفهوم يرفضه الاطار التنسيقي بشدة ويطالب بحصته في الحكومة وهذا بصراحة ما كشف عن مستوى لهاثهم على السلطة فحسب وسيؤدي الى خسارة ما بقي لهم من مؤيدين .وبكثير من الصراحة فان من الوهم الادعاء بان جماعة الاغلبية الحكومية غير نفعيين لكنهم على الاقل ارتضوا ان يكونوا تحت منظار رقابة المعارضة البرلمانيية والشعبية وهو امر ليس بالقليل ، فهذا الامر سيدفعهم الى تحقيق بعض المنجزات وتشريع قوانين معطلة واذا لم يقوموا بذلك فانهم سيكونوا عرضة لغضب الشارع الذي فقد صبره وثقته بالجميع ..وفي كل الاحوال فاننا نرى ان التمسك بحكومة الاغلبية يستجيب نسبياً للحد الادنى من تطلعات شعبنا وهي ضرورية جداً خاصة اذا ما نضج مفهوم المعارضة بشكل صحيح . المرحلة المقبلة ستشهد تشكيل حكومة اغلبية شاء البعض ام ابى مترافقة مع محاصصة في الرئاسات الثلاث ، غير انها ستفتح باباً للتغيير .. باباً ليس واسعاً لكن تمسك الشعب بقيم الوطنية ورفضه الطائفية واستمرار مطالبته بالتغيير كفيل بتوسيع هذا الباب .. فلننتظر مقبلات الايام وهي حبلى بالمفاجأت !!