أنا لا اتحدث من فراغ ، أقولُ ما أقول، نابعاً من ضميري وحدَه ، وبقلب مفتوح ، مؤمناً حد اليقين ان الساكت عن الحق شيطان اخرس ! أتحدث اليوم عن دولة الامارات العربية المتحدة، بمناسبة الذكرى الخمسين ليومها الوطني في الثاني من ديسمبر من كل عام، باعلان الإتحاد العتيد عام 1971
حديثي تفرضه على السنوات الثماني عشرة التي عشتها في كنف هذه الارض الطيبة ، وهي عمر ثانٍ اعتز به ايما اعتزاز، وتخولني ان ابوح ببعض ما يختزن في الذاكرة من صورٍ ومشاعر ، وأن اتحدث عن سنوات من عمري، كنت اضع فيها رأسي على وسادتي ، بلا وجل وقلق وأرق، حالماً بغــدٍ تطمئن به النفس، ويرق به الخاطر . في بلد الأمن والأمان المثالي ، مؤكداً ومنذ اللحظة الاولى ان الكمال لله وحده. وكل هذا معروف ، وليس بحاجة الى تذكير، ونقاش بيزنطي يهتم بالقشور ويضيع الُلب ، مما لا يروي من عطش ولا يغني من جوع!
اتحدث عن دولة فتية وبلد صغير، يزهو بذكرى انطلاقته الاولى الى ذرى الانجازات غير المسبوقة وعمره (50) عاماً بالتمام والكمال منذ اعلان قيام إتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في 2/ديسمبر/1971 والتي حملت ومنذ يومها الاول مشروع انتمائها لأرضها وعروبتها وانفتاحها الواسع على العالم والذي هندسه حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ، واخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه، واخوانهما شيوخ الامارات الاخرى طيب الله ثراهم جميعاً.
دور انساني
قررت دولة الامارات ومنذ الايام الاولى لانبثاقها ان تكون رائدة في دورها الانساني والسياسي والاقتصادي ، وان تتقدم الى أمام دون كلل أو ملل. مؤمنة بالاتحاد ودستوره المُحكم في تحقيق الاهداف العريضة الواسعة التي تنتظر هذه الدولة الفتية في مسيرتها الظافرة . وكانت فاعلة في تأسيس مجلس التعاون لدولٍ الخليج العربية في 25/مارس/1981 متمسكة على الدوام بمبدأ حسن الجوار مع الحرص الشديد على ايجاد الحلول الناجعة لحل كل الازمات الطارئة. ومع الايام ، اكتسبت السياسة الاماراتية احترام الجميع ، لانها سياسة واضحة تتسم بالمصداقية وتعتمد على منهج التسامح والتصالح مع التاريخ، وكانت حكمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تنير الطريق ليكون سالكاً ومهيئاً لتغيير وجه التاريخ العربي من جديد باعتماد النظرة الثاقبة في حل كل المشاكل التي تواجه مسيرة التغيير والبناء مما اكسب دولة الامارات احترام الجميع، وثقتهم، وحقق لها منجزات في غاية الاهمية، على كل الصعد المحلية والعربية والدولية. عبر القرارات الاستثنائية التي تتابع كل شيء وتضع الحلول لكل المشكلات القائمة والمحتملة، وتتخذ القرارات المهمة في تعزيز البناء ومن جديد في هذا المجال ، القرارات التي اتخذتها الدولة وفتحت بوابة جديدة لتوطين العلماء ليعيشوا في بئة التسامح والسعادة عبر جذب العقول المبتكرة وتأسيس مختبرات بشرية لصنع الابداع وتعزيز تنافسية الاقتصاد وجودة الحياة، انها فلسفة الدولة في البقاء حية وديناميكية في منظور استشراف المستقبل وتحدياته وتداعياته المستمرة كما يقول الخبير الاعلامي العراقي الدكتور ياس خضير البياتي.
ان توطين العلماء ومنحهم اقامة ذهبية لمدة عشر سنوات من حملة الدكتوراه والاطباء ومهندسي الحاسب وخبراء الاوبئة والفايروسات. بالاضافة الى اوائل الثانوية العامة في الدولة واسرهم. يتيح المجال للاسهام في بناء المجتمع وتعزيز قدراته وامكاناته الخلاقة في كل المجالات ، وقد قالها وبوضوح مطلق الشيخ محمد بن راشد نائب رثيس الدولة رئيس الوزراء رعاه الله: ” نريدكم يا اصحاب العقول والمواهب معنا في مسيرة التنمية والانجازات “.
والحق اننا لا نستطيع ان نحصر انجازات هذه الدولة النامية ، لاننا اينما سنولي وجوهنا سنجد انجازاً شاخصاً ومهماً بارزاً ومبادرة ومشروعاً وفكرة غير مسبوقة . كلها تجعل من هذا البلد واهله محط اعجاب وتقدير العالم كله.. ويكفي ان في الامارات اكثر من (200) جنسية تتعايش في وئام وسلام ومحبة وبشكل لا يكاد يصدق!
وها هي اليوم مع الكبار في عالم الاقمار الاصطناعية والفضاء الخارجي ومسبار الامل يواصل طريقه الى المريخ ليحقق انجازاً لم يكن ممكناً سابقاً حتى التفكير به. ولكنه اليوم واقع ومدروس وهناك ايضاً اثنا عشر قمراً اصطناعياً يجوبون الفضاء بتوقيع اماراتي ! يدعو للفخر والاعتزاز، وفي مجال مساعدة الاشقاء والاصدقاء فهي الاولى. وهناك اكثر من مائة دولة تستفيد من مساعدتها الطبية والمعيشية والاجتماعية على مدى العام
ان دولة الامارات العربية المتحدة استطاعت ان تقتحم عالم التكنولوجيا وتفتح ابواب السعادة والخير امام الجميع ، مما يدعو لفخرها وفخر العروبة بها على حد سواء.. وشعب الامارات بقيادته الفذة الاستثانية يحقق كل يوم انجازاً، فتحية من القلب لحادي الركب الحضاري الجديد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله و صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله وصاحب السمو الشيخ ولاخوانهم اصحاب السمو اعضاء المجلس الاعلى للاتحاد حكام الامارات بمناسبة اليوم الوطني الخمسين . انها كلمة حقٍ يجب ان تقال ، وقد قيلت والحمد لله على ما وهب وأنعم وبارك.
{ اعلامي عراقي