1

منذ ألف عام وأنا احبُ قصائد فيسنتي الكسندر بثينته وكافافيس وأحفظهما عن ظهر قلب.

لا أقارنها سوى بنحيبِ أمي…

مرة في أشبيلية رأيت صورة الإسباني فيسنتي في مقهى لرجل من أهل كريت…

سألته : ألم يكن الأجدر أن تضع صورة اليوناني كافافيس؟….

سألني : هل أنت عربي ؟

قلت :نعم ..

قال :ألم يجدرُ بكَ أن تشهرَ سيفَ طارق بن زياد في وسط المقهى..؟

2

نزلت في نزل أبن بطوطة في قشتالة …

بيت بعشرة غرفٍ يمتلكه مغاربي من أهل تطوان وشريكه يهودي من أهل الرباط ، وعازف العود في المقهى الصغير في باحةِ الفندق نصرانيا من أهل فلورنسا جاء ليعزف ما يتخيله من خواطر روميو وجوليت.

سألت صاحب النزل : ولماذا لا تأوي موسيقيا عربيا ليسمعنا حزن زرياب وأم كلثوم .؟

ضحك وقال : لا أريد أن أبكي كل يوم.!

3

عندما وصلت غرناطة ذات مساء وردي. فاجئني وجهٌ غجري ، طلب عشرة بيزاتا ، ليلقيَّ أماميَّ قصيدة لم ينشرها لوركا في دواوينه…

سألته عن زرياب ، فلم يعرفه .

سألته عن بن زيدون ، فلم يعرفه …

سألته عن كولمبس ، فأشر الى بائع فواكه ، وقال : ذاك …

سألته إن كان يعرف أبي …؟

أراني سيفا ، جرح فيه راحة يديه ، ثم مسك قيثارهُ وبدأ يعزف بنشوة صوفية غريبة وقال : ابوك بين أوتار قيثاري. بكيت ، ثم رميت له ما في جيبي من نقود معدنية.

غرناطة صيف

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *