يانهري الحزين
رأسي صحراء عاصفة
وجهي بحر ثائر
فمي أخدود خامل
أذني دف الريح
عيني فوهة لبركان
فكيف تسللتني يانهري الحزين
باغتني وأنا على مقربة من السماء
أصف الطيور في الهواء بيدي
قبل أن أطلق أغنيتي لترفرف ويرفرف معها العالم
قبل أن تتمدد شرايين وجهي ناحية الشمس لتحط عليها نسور النور
حتى لا يندفع الموج الساخن من أسفل رقبتي لمجرى العين
ويفور تنور الندى النائم في تجويف فمي
ويضرب الزلزال جدران رأسي
وتتصدع الذكريات البعيدة
كيف شددت عصب وجهي لشاطئك البعيد
كي تعلق عليه أسماكك النافقة
ألم تر الخيوط الرابطة بين رمش العين وأوتار الحنجرة
كانت تتراقص بالأمس لفتاة فقدت حبيبها عند الجذر
حين كان القمر يسقط نوره على فكي الأيمن
حين كان الغيم يتسلل من بين شفتي
كانت الأوتار الرابطة بين الأذن وحدقة العين
تلهو حولها الفراشات ويهزها الزلزال
تساقط واحدة تلو الأخرى
يانهري الغادر
هل
ارتعاشة فمي أمست لحناً للصيادين
فكيف جذبت شفتي ناحية الشاطئ
لتنثر الحروف وتقتل القبلات
ليسقط الكلام من خلف لساني
ربما ينقره الطير
أو تننبت الأحرف أسفل مني كلمات خضراء
تلمها الفتيات الحالمات
يانهري الساكن
ادفع الدم النائم في شعيرات الوجه
كي تنام الرمال المتحركة نحو الرأس
ويبرق غيم عيني
ويمطر قلبي حكايات عن الحياة
دون ارتعاشة قمر
أو هزة أرض
أو غفوة شمس
أو صرخة حزن