كمراقبين منصفين علينا الاقرار بان هناك حملة تحديثية للمظاهر المدنية في محافظة كركوك وبالذات في مركز المحافظة . فقد جرى انجاز مشاريع تبليط وتوسيع شوارع رئيسية عديدة للمدينة ، كما ووفق ما اعلنه محافظها راكان سعيد بانه لم يبق شارعا واحدا في حي من احياء كركوك ضمن التصميم العمراني دون اكساء او تبليط فضلا عن استمرار العمل حاليا في مشروع عملاق مميز للتجسير وشق نفق في تقاطع قرب ساحة الاحتفالات كما تم انجاز وتشغيل المرحلة الثانية من مشروع ماء كركوك الكبير الى جانب تأهيل وتشغيل مطار كركوك الدولي هذا الحلم المستحيل لأبناء المحافظة منذ اجيال والذي تحقق بعد مخاض عسير فاضحى الان معلما حضاريا واقتصاديا يشهد حركة واسعة ونشاطا على المستويين المحلي والدولي . فضلا عن استقرار وتحسن الملف الامني وتنفيذ العديد من مشاريع البنى التحتية والتي لا يسع المجال لذكرها وهي بمجملها نقلت المحافظة الى واقع حضاري جديد .

قد يعتبر البعض اني استعرض هذه المشاريع من باب المديح لمن يدير المحافظة ، لكنني أؤكد على منطلقي الوطني وواجبنا نحن الصحفيين المحايدين والمستقلين في تأشير الايجابيات والسلبيات معا لكي نشجع الادارة للمضي قدما على نهجها وتقديم المزيد او لحثها لتجاوز حالات الاهمال والفساد والتخلف المعشش في زوايا اركان المحافظة منذ عقدين من الزمان .

هل ان الادارة الحالية هي صاحبة الفضل الوحيد في كل هذا المنجز الكبير ؟ هنا اذكر تصريحا تلفازيا للمحافظ الذي قال بتواضع رائع ان الادارة الحالية اكملت ما بدأه المحافظين السابقين وان النجاح لا يسجل له وحده وانما هو ثمرة هذا التواصل وهذا ما يجب ان يفعله ويفكر به الاخرون .

لا يتصور القارئ الكريم ان كركوك اضحت محافظة مثالية .. كلا فهناك تركة ثقيلة من حيث القضايا المعقدة والصعبة التي تشكل تحديا حقيقيا لادارة كركوك والتي تحتاج الى موارد مالية كبيرة وجهد استثنائي وخاصة فيما يتعلق بتعزيز النسيج الوطني لمكونات المحافظة ، ومحاربة مظاهر الفساد في العديد من الدوائر وتشديد الرقابة عليها ، ومعالجة ازمات الوقود بين اونة واخرى و البطالة وتردي الخدمات البلدية وغيرها وهي بمجملها تحتاج الى انتقاء عناصر كفؤءة ومتخصصة لها مع التأكيد على الحاجة الماسة لدعم المركز في بغداد ورعايته لمدينة غنية تعيش على بحر من الذهب الاسود، تذهب موارها الى الخزينة العامة لكنها تعاني من شحة الموارد المالية وتواضع الميزانيات المركزية المخصصة لها مما يشكل ذلك تحديا لا يستهان به لتحقيق الاهداف العمرانية والاجتماعية والحضارية المنشودة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *