يتصف المجتمع العراقي اليوم بعدم التغير الجذري، بسبب عدم التغيير السياسي والاقتصادي , وكل ما حدث فيه بعد عام /2003 هو تغيير أيديولوجي ديني – طائفي – قومي , أذ تم تقسيم العراق الى ثلاثة كانتونات / شيعية, سنية , كردية / تحكمها أحزاب ناشئة أو عميقة من ابناء جلدتها .
والتغير صفة ملازمة للحياة الاجتماعية، وآثاره واضحة في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، والنظم الاجتماعية والعلوم والعادات والتقاليد والقيم وأنماط السلوك جميعها معرضة للتغير بين فترة زمنية وأخرى, نتيجة التغيير الاقتصادي .
فلابد من حكومة تتحلى بالجرأة في العمل حين تتحرر من القيود وتقوم بما تخطط له، أياً كانت المجازفة التي ستتخذها أو نظرة المعارضين التي ستتعقبنا, الجرأة في العمل قبل أن تكون سلوكاً هي موقف يجب أن تتخذه كما أنها وسيلة لمواجهة العقبات التي قد تقف في طريقها.
أن ما يحدث في مجتمعنا من نكوص ليس نتيجةً لفساد الأنظمة السياسية ونخبها والأزمات التي نعيشها فقط، وإنما أيضاً نتيجة الأزمات الداخلية غير المعلنة التي يعاني منها البناء الاجتماعي المتمثلة بالفقر والبطالة و الفساد الأخلاقي، والقيمي، والاجتماعي. لكن الأزمة السياسية تتصدر المشهد الرئيسي لتمثل السبب الأولي لكل المشاكل التي يعاني منها المجتمع، وهذا غير صحيح. وكما قال المفكر الألماني الكبير كارل ماركس (1883-1818) م :
}الفقر لا يصنع ثورة وإنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة .. الطاغية مهمته أن يجعلك فقيراً وشيخ الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائبا) .
{ كاتب وأعلامي