لم نكن أصدقاء
بالكاد كنا نقف لبضع دقائق
في موقف الحافلة
متمنطقين بالصبر الضروري
لأكمال الرحلة
معتمرين بعض الالوان الداكنة
كي لا يصيبنا صداع البرد
ربما تبادلنا التحية إيماء
أو نفخت في كفي بخار الصباح
فابتسمت متوهما أنني قلت لك
عم صباحا
لم نكن أصدقاء
لكننا كنّا محملين بوزر الصمت
واحزان المدينة
حتما لم نتبادل أي ضروب الشكوى
ولم نسبٌ المخبر الذي غير لون قميصه
لكنه ظل يعد ريش العصفور الذي يحوم
على قضبان المحطة
حتى يظفر بمستقر
ينقص من ارتجافه المقرور
ربما يسأله
أمس كانت لك ريشة بنية في عنقك
لمن وهبتها ياترى؟
من أي سلالة أنت
من بعثك الى هذي السماء؟
لم نكن نسمع غناء الباعة المبحوح
لأننا لا نفهمه
أو ربما لا يصلنا واضحا
بالقدر الذي يعقد صحبة بيننا
ربما كنا نحاول تفسير كلمات الأغاني
أو نضحك من سذاجتها
وصولنا اليومي في نفس الساعة
الى موقف الباص
ليس يدل ابدا على أننا اصدقاء
نظراتنا القلقة
تحديقنا المتردد الى الساعة الكبيرة المعطلة
تفكيرنا المشترك في كارثة متوقعة
ستحدث قريبا في المنحدر الصخري
كل هذا لا يعني ابدا أننا اصدقاء
لكننا اذا نزلنا من الحافلة
وابتلعتنا دروب مختلفة
راودنا بعض الحنين
ربما ذاك هو الشجن الذي يمكن
أن يجعل منا اصدقاء