رجلٌ مهجورٌ في حجرةٍ مهجورةٍ،
يرافقُه في هذا العزل حبيبةٌ كالدُّخَان،
وخيباتٌ، وأحلامٌ بديلةٌ
يرسم مِشْبكا في خصلتها،
أصابعَ صالحةً لجلسات المَسَاج،
شعرةً غائرةً في السُّرَّة،
شامةً على كتفها الأيمن،
وشمًا على كتفها الأيسر،
يمكنُكَ الآن أن تجلسَ أمام اللوحة،
وتحكي لها كيفما تشاءُ،
وتعاشرُها كلما أغمضتَ عينيك؛
لكن الشتاءَ سيظل رابضا في قلبِكَ؛
ثمةَ عاشقٌ ينتظرُ اللوحةَ في مكان ما
عليكَ أن تتلقَّى مزيدا من المسامير،
مزيدا من الألم؛
في محاولةٍ قد تبدو مستحيلةً؛
للوصول إلى النسخةِ الأصليةِ
من هذه اللوحة.
كان الرجلُ يغنِّي للفراشاتِ المنسابةِ من قدميه،
وهو يمشي فوق رؤوس المسامير،
يتجوَّلُ في مدن العالم، ويتسلَّقُ الجبالَ
دون أن يخطو خطوةً واحدةً،
يذهب بخاطره إلى محطة كهرباءَ،
ويتلقَّى الصعقاتِ بسعادةٍ،
يتنزَّه في حقل ألغامٍ،
ويستبدلُ زجاجةَ شامبانيا برأسِهِ،
قضى عمرَهُ مشغوفا بامرأةٍ،
فقدها في بداية الطريق،
ظل ينتظرُ كمجذوب أمام محطة قطارٍ؛
لعلَّه يقتنصُ ضحكاتٍ عابرة،
من حبيبةٍ تخلَّى عنها في نفس المكان