رحم الله الشاعر الأندلسي ابن زيدون وهو ينشد قصيدة معاتبا حبيبته ولادة …ومطلع القصيدة : أضحى التنائي بديلا من تدانينا / وناب عن طيب لقيأنا تجافينا / هكذا هو الامر ..فقد تباعد الحبيبان عن بعضهما بعد أن كانا قريبين ؛ وساد الجفاء بينهما بعد ذلك التلاقي . إنه الكبرياء الذي جعل من ولادة تضع حاجزا بينها وبين من احبته حتى بلغ بها الأمر انها رفضت الزواج منه ومن غيره . أي موقف هذا تتخذه المرأة من رجل احبته واحبها ! هل الكبرياء له بصمته الحاسمة في مسألة الحب أم أنه مجرد غرور تخادع به نفسها ! اذ لو كان الحب هكذا مواصفاته لأصبح ثقيلا على النفس ؛ مؤلما ؛ عاصفا؛ تتبدد معه كل الأمنيات والأحلام ..ليرافقه تساؤل هل هذا التنائي والبعد عن الحبيب له مبرراته ام انه يدفع الى الجفاء والخذلان والهزيمة ! وأنه يعطي انطباعا مصحوبا بالشك والغيرة وأنه فقد قدرته على الاستمرار بنقاء وصفاء ووفاء..ما بال هذا الحبيب يترنح كلما صدت عنه حبيبته وهي تخفي من لوعة واشتياق في اعماقها ..! ما هكذا يكون الحب وليست هذه اماراته ؛ فالحب الحقيقي هو ما تجود به النفس من عطاء في العاطفة وما يحتويه من مشاعر فياضة …الحب الحقيقي هو هذه النبضات الدافئة التي يخفق لها القلب . .اما إذا خلا من ذلك فهو يودي الى متاعب والى زوال .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *