ما تزال ذاكرتي تحفظ نكهة الفرحة المغلفة بأوراق الجكليت الملونة وقطع النقود الفضية التي أعتدت اكتشافها تحت وسادتي نهاية كل عام مع أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة .. كانت والدتي تقوم بدور بابانؤيل وكان هذا الأمر يشيع جوا من الفرح و السرور لدينا نحن الاولاد الستة والبنات الثلاث بأختلاف أعمارهم والذين اعتادوا أيضا ترتيب البيت وفرش السجاد وتقديم الشاي والبقصم للجمع الذي يحضر المجلس الديني الذي يقام في دارنا المجاورة لمرقد الإمام الكاظم كل عام في شهر رمضان او محرم … فرحة الطفل بهدايا بابانؤيل تلك واستمتاعه بطعم البقصم المغموس بالشاي في طقس حميم يغتسل برائحة ماء الورد والحرمل التي تطرد الشر عن كل الساكنين تحيلني تلك التفاصيل ودلالاتها لأطلب من بابانؤيل أمنية واحدة لاغير لكل الطيبين في الزقاق العراقي الذي يستطعم الجكليت وعبق قدور المحبة ويحلم بالنوم على وسادة وجهها مطرز بدفء الأمهات..

بابانؤيل : أمنية العراقيين اليوم اختزلت الى : “نريد وطناً تقوده أم” !.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *