المرضى النفسيون ، النمّامون كتبة الوشايات ، الجاحدون صفر الوجوه ، الواهمون المتوهمون ، الناقمون على كل بياضات الكون ، الغارقون في سواقي العفن الآسنة ، العابثون في التواريخ الناصعة ، الراكضون خلف مواكب النهازين الغمازين ، كل هذا الخليط الموبوء لا همّ لهم سوى النيل من الاشجار الباسقة بأحجارهم الطينية الهشة ، يدّعون ما ليس فيهم يكذبون على ذواتهم يسرد بطولات وهمية وانجازات خرافية لا وجود لها على أرض الواقع ، يشربون العكر من الشراب ويقيئون كل ما في البطون من روايات وافتراءات و مخالب سوء و خراب ، لا منطق لمعظمهم ، ولا عهد ليردعهم ، مستعدون لإطلاق سهامهم المنقوعة بسم الضغائن على كل من يجدون فيه جبلاً شاهقاً و خضراء مثمرة ، حاسدون ناقمون ، لا يقرّ لهم قرار إلا بإيقاع الأذى على الآخرين المسالمين ، تراهم في كل محفل يتسيدون ، و على موائد المهانة يتدافعون ، كثيرون منهم في مجتمعاتنا الآمنة ، في المجالس الثقافية يهرفون بما لا يعرفون .

سواد الوجوه

وفي السياسة يحللون على ضوء ما يقبضون لا تواريخ لهم سوى سواد الوجوه والتدليس واقتناص الفرص واصطياد الغنائم ، كانوا عشرات … عشرات لكنهم الان تناسلوا كالأرانب و صاروا بالمئات لا بالآلاف ، يملأون الفضائيات بما يعين أسيادهم على البقاء رابضين على الرقاب ، يجعلون من الأسود الفاقع ناصع البياض ، ومن الأبيض تلالاً من الرماد ، لا يعرفون من أين تبدأ الحكايات ولا يجدون في خيباتهم غير الزهو والتبختر ، عاطلون عن الابداع والحياة ، مستعدون لكل فعل دنيء ، يلدغون أقرب المقربين إليهم ، ولا يتوانون على فبركة القصص ضد خصوم مفترضين ، لا يجيدون لغة الحوار ولا يتقنون اللغة التي يتحدثون بها ، ألسنتهم تقطّر كراهية ولؤماً ، لاتجد في نفوسهم غير اتهامات زائفة وإنشاءات ضعيفة مخجلة ، نالوا حظوة في الزمن الغارق في المفسدة والإنكسارات المذلة ، عاشوا ويعيشون مطأطئ الرؤوس الخاوية ، يأتمرون بما يراد منهم ، ولذا فإنك تجدهم يتعاركون على الفتات لكي ينالوا لقيمة مغمسة بالهوان والعار والشنار ، ليسوا قلّة بل تراهم في الأسواق والجوامع والمدارس والدوائر يتحكمون برقاب الأنقياء ، ويرسمون في خلواتهم مصائر الآخرين . فمتى ينتبه المجتمع ليقلّم أعشابهم الضارة من ارض الواقع ، وتخلوا الأرض من شرورهم وسواد وجوههم ، عليك و علينا و على الهيئة الاجتماعية طردهم من محافلنا ، والتحوط من أساليب مكرهم ومؤتمرات حقدهم ، فلم يعد في القوس منزع ، لقد عاثوا فساداً لا يطاق ، و مازالوا سادرين في غيهم وغوايتهم ، أيها الأحرار نظفوا الأرض من أدرانهم و ملوثاتهم ، فهل نفــــــعل لكي نحافظ على ما تبقّى من ماء الوجوه؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *