الكاتب ماجد زيدان

 

اخر اخبار ربط الشبكة الكهربائية الوطنية مع دول الجوار توقيع مذكرة تفاهم مع السعودية تنجز خلال عامين حسب مجلس الوزراء العراقي فيما الازمة المتفاقمة والحادة مستمرة من دون ان تبدي ايران مرونة في حلها , بل انها اكدت على العراق تسديد الديون التي بذمته والمقدرة بالمليارات اولا , حتى اتصال الكاظمي مع الجهات الايرانية لم ينجم عنه نتائج ايجابية لغاية الان , فانبوب الغاز ما زال مسكرا والتيار مقطوعا , وذهبت اراقة ماء الوجه هباء , وهذا امرا طبيعيا مع حكومة ليس لديها حس ازاء احتياجات شعبها وتقاعسها عن حل مشاكله , واكثر من ذلك نائمة وتشعر بالراحة على توسدها النافذة الواحدة في اكثر من ملف اقتصادي وسياسية ما دام انها تنال رضى الجيران وتؤمن مصالحهم على حساب مصالح الوطن والمواطنين , وايضا تصمت الحكومة عن مزاعمها بشان الربط مع تركيا بان الخط جاهز مائة في المائة وتنتظر موافقة الاتحاد الاوروبي على ربط الشبكة بين البلدين في اغرب تبرير ولا تجيب على سؤال كيف اقدمت على هكذا مشروع بلا تامين الموافقات اللازمة والقانونية لتشغيله ام انها متعمدة فعلت ذلك ؟

كلنا نتذكر كيف كانت الحكومة تدعي ان الربط مع دول الجوار قد ان انتهى او في مراحله المتقدمة وان الشهر الفلاني سيشهد فك الاختناقات وتشغيل هذه الخطوط , ولكن سرعان ما يتضح زيف هذه الوعود , ويمكن العودة الى هذه التصريحات لمعرفة انه لا ربط مع الاردن والخليج وتركيا , وكل ما قيل لامتصاص النقمة الشعبية العرامة على الحكومة وتمسكها بسياسة عدم اغضاب وارضاء الجار وولي النعم لبعض القوى النافذة والمساهمة في التخفيف عن اعباء واثقال اقتصاده . ثم ما هذا الربط الذي يستغرق اعواما اكثر من انشاء محطات في البلد ؟ .

الان , ” ذاب الثلج وبان المرج ” مثلما يقول المثل وتبين ان اي من الوعود لا اصل ولا فصل له مجرد مماطلة وتسويف لا استمرار نهب موارد وزارة الكهرباء التي اعتبرت سيادية حالها حال النفط لحجم مواردها الكبير عند تقاسم كعكة السلطة بين الاحزاب النافذة واكبر دليل على ذلك تقرير لجنة التحقيق النيابية في فساد ملف الكهرباء لغاية الان لم ينشر ولم يطلع عليه اصحاب الشأن المواطنين الذين نهبت وبددت ثرواتهم وحقهم في الاطلاع على المعلومة , ولا تمت مساءلة ومحاكمة اي من الوزراء الذين تولوا المسؤولية .

في نقاشات سابقة لمجلس الوزراء والنواب والمتابعين ان اي محطة كهربائية او مصفى للوقود بانواعه يمكن انجاز هذه المنشاة في مدة تتراوح بين ( 2_5) سنوات حسب الحجم والطاقة الانتاجية , والربط مع السعودية يحتاج الى عامين ومع بقية البلدان صار لنا سنوات نتحدث عنه من غير ان ننجزه او ان نتقدم خطوات ملموسة فيه .

اكثر من هذا الاداء السيء جدا ان بعض المسؤولين يناقش افكار ويسعى ويعمل على اقامة منشات في بلدان الجوار بتمويل عراقي صرف ليحكم اخطبوط ارتهان للارادة الوطنية بالخارج .

للاسف, نحن نشتري بفلوسنا ونخضع للابتزاز والاملاءات جراء المنفذ الوحيد ولعدم امتلاكنا للحلول البديلة , وبالملموس كشفت الازمة الاخيرة خطايا سياستنا , ومع ذلك لايزال البعض من السياسيين عيونهم وعقولهم ترنو خارج الحدود لتامين مصالح الغير وسياساته الاقتصادية في تعاون غير متكافىء واهمال المصالح الوطنية .

اخيرا نقول اننا مع التعاون المتبادل الواسع الذي يؤمن المساواة بين اطرافه شرط ان نعمل على تنمية قدراتنا الذاتية وبناء امكاناتنا الخاصة التي تغنينا من الاتكال على الاخرين وتحصين ارادتنا في ادارة شؤننا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *