الكاتب صلاح حزام
حدثت اكثر من مشكلة على الصعيد الدولي بسبب اتهام فيسبوك بانها تسرّب معلومات المشتركين وان تلك المعلومات تستفيد منها جهات متعددة لاغراض مختلفة..
وبغض النظر عن مدى واقعية تلك الاتهامات، يمكن طرح السؤال التالي:
هل يستطيع الفرد العادي الذي هو عضو في فيسبوك ، ان يستفيد من معلومات الاعضاء الآخرين في هذا التطبيق المهم؟؟
الاجابة ، في نظري، نعم ذلك ممكن.
-بمتابعة طبيعة المواد التي يجري نشرها، يمكن تكوين فكرة عن المواضيع التي تحظى باهتمام الاعضاء ،وبالتالي معرفة المزاج العام السائد.
-درجة الاهتمام بتلك المواضيع المنشورة، ومدى التفاعل معها ونوع واتجاه التعليقات ، يمنحنا فكرة عن القبول العام لتلك المواضيع او الطروحات او المواقف او الاقتراحات.
-ما الذي يستحوذ على مساحة اكبر من النشر ويحظى بقدر اكبر من التداول واعادة النشر والترويج.
-حتى على الصعيد الفردي وضمن حساب الشخص الواحد ،
يمكن فرز اهتمامات الاصدقاء الثقافية والسياسية وغيرها من الشؤون العامة.
-في ظروف سياسية جادة، وفيها منافسة انتخابية حقيقية ، يستطيع المرشح الاستفادة من تفاعل الجمهور على الفيسبوك مع مختلف المواضيع، لكي يصوغ برنامجاً انتخابياً مقبولاً وواقعياً. وحتى الاحزاب تستطيع الاستفادة بنفس الاسلوب ولكن على نطاق اوسع لتحسين صورتها الجماهيرية..
-فرز الاشخاص الاكثر نشاطاً وجديّةً في تناول مواضيع معينة ذات اهمية اجتماعية، وبالتالي التعرف على النخب او المثقفين الناشطين في المجتمع.
-اقبال الناس او عزوفهم عن بعض المواضيع ، يمنح الكاتب او الناشر فكرة عما ينبغي التقليل او الإكثار منه من المواضيع.
– انها تجعلنا نتعرف بشكل افضل على الناس وعلى مافي دواخلهم من افكار وكيفية تعاملهم مع الاحداث، بما في ذلك اصدقائنا القدماء الذين لم نكن نعرف عنهم الكثير.
– البعض اتضحت طائفيته او عنصريته او إلحاده او نزعة التديّن او الايمان بالخرافات او ضحالة فكره وضعف قدرته على التحليل والفرز.
الخلاصة التي خرجتُ بها شخصياً من متابعة الفيسبوك :
هنالك احباط عام لدى الجمهور العراقي جعله يتصرف كما يلي على الفيسبوك:
-كلما كان المنشور طويلاً انخفض عدد القراء
-كلما كان الموضوع علمياً صرفاً انخفض عدد القراء
-كلما كان جاداً اكثر انخفض عدد القراء
-كلما كان سياسياً انخفض عدد القراء
-كلما كان المنشور كوميدياً يزداد عدد القراء
-كلما كان فيه شتم او سخرية من الدين زاد القراء وزادت التعليقات ( نتيجة احباط الناس من سلوك رجال الدين)
-كلما كان يسخر او يشتم احد السياسيين او الاحزاب زاد عدد القراء
امرأة صورتها ملونة وشعرها اشقر ،تنشر خبر عيد ميلادها فتحصل على ألف اعجاب و٧٠٠ تعليق ، وكاتب واديب مرموق وله عدد من الروايات ينشر موضوعاً في منتهى الجدية والرقي فيحصل على اربعة اعجابات وتعليق واحد !!
والحكم لكم على مانحن فيه