يقول الامام علي عليه السلام ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) صدق باب مدينة العلم عليه وعلى ابن عمه الحبيب المصطفى افضل الصلوات واتم التسليم ، فعلا ان الفقر مصيبة هذه الامة وطالما لعب اعداء هذه الامة بقوت هذه الشعوب المغلوب على امرها من خلال استخدام فنون التجويع والتشريد من خلال اداوات لعينة مفروضة على هذه الشعوب مع ضياع للقرار الواحد الاوحد لهذه البلدان المنكوبة وانا اتابع حالات الفقر التي يعيشها ابناء شعبي او امتي الاسلامية من اجل اركاعها وتحويلها الى شعوب تأكل وتنام بدون ان تفكر او تبدع مع غياب ضمير الاغنياء وسراق هذه البلدان وتجار الازمات والحروب ، وكنت دائما ما انتقد في مقالاتي سائقي الدراجات النارية العاملين على توصيل طلبات العوائل وكما يسمونهم الاغلبية بجماعة ( الدلفري ) الا في لحظة ما تغيرت نظرتي الف بالمائة فقد كنت اسير في احد شوارع العاصمة وتحديدا في منطقة المنصور ليستوقفني صاحب دراجة الدلفري ليبادر بسؤالي ( خالو منين افوت للدور السود ) ابتسمت في وجهه الذي يملؤه الشباب والحيوية لاقول له انك في منطقة الدور السود وفورا ادركت ان هذا المجاهد الذي تغرب عن عائلته ليكسب قوته بالحلال هو ليس من اهل بغداد حتما وبدون ان يشكرني فتح جواله وانا انظر اليه لارى ان خلفية جواله لطفل صغير جازما انه ولده الصغير وان هذا الشاب المجاهد خرج متحملا كل معوقات هذا العمل الشاق من اجل رزق عائلته متغربا تاركا ملذات قرب الاهل ودفئ عائلته و وجوههم الجميلة.

هذا موقف واحد يجعلنا نفكر الاف المرات في مستقبل هذه الاجيال وهذه العوائل الكريمة التي اغناها الله سبحانه وتعالى بالتعفف عن طلب العون من الناس ، وادعوا الحكومة والبرلمان لايجاد فرص عمل لهؤلاء الابطال من شبابنا المجاهد وان تتخذ الحكومة قرارا جريئا بابعاد مليون عامل اجنبي في العراق حسب تصريح لاحد المسؤولين في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وان تعمل الحكومة على توفير فرص العمل بالتساوي ودعم قيمة الدينار العراق فورا وكان الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه ، اسأل الله ان يرزق كل محتاج وان يعيد كل نازح ومهجر لدياره وان يعم الامن والسلام في بلدي الجريح وان نعمل بجد واخلاص لدفع عجلة الاعمار والبناء في هذا البلد فكفى فسادا وفاسدين وسنبقى ككتاب وصحفيين على طريق الحق ونقول لاصحاب القرار اتقوا الله في شعبكم وناسكم وتذكروا يوما لاينفع فيه لا مال ولا بنون والله من وراء القصد .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *