الكاتب نصير جبرين

 

بتخطيط اسرائيلي من دهاقنة الصهاينة نجحوا في تنفيذه مع الأسف وبدايته كانت الحصار الذي أسقط القيم بسبب الجوع وألفاقه والحرمان والذي كان الوسيله الخبيثه التي أتبعوها في تنفيذ جريمتهم يلاحظ المواطن العراقي ان المسلطين على حكم وتخريب آخر بنيان مصفوف في بلدنا (بمختلف موديلاتهم واحجامهم ) مستقتلون على المحاصصة التي ما ابقوا شيئا من جسد الدولة ومكونات الشعب إﻻ و اخضعوه لقانون هذه المحاصصة .

واﻷمر في تقديرنا الشخصي يتعدى التحليل البسيط لهذه الظاهرة المقيتة التي استفحلت فينا بعد الاحتلال اﻷميركي الغاشم ،والتي تم توفير كافة مستلزمات اعدادها و التخطيط لها في مختبرات اميركا واسرائيل وايران قبل اﻷحتلال. التحليل المعمق يتجه بنا صوب القول ان المحاصصة جمعت ولخصت في داخلها كل الصفات السلبية المتخلفة والظواهر المرضية المدانة التي عاشها و عانى منها المجتمع العراقي مضافا اليها صفات تلك الذوات المنحرفة فيه او المحسوبة عليه ، سواء التي نشأت في داخله او التي وردت و استوردت من الخارج ، بما في ذلك اﻷمراض والسلبيات التي تمتلك تاريخا بعيدا من التجذر في بنيان هذا المجتمع ( ﻻسيما ظواهر الحياة والقيم والصفات البدوية ) ، واستفحال بعضها في سنين اﻷحتلال ؛ ومن هذه السلبيات : الطائفية والعشائرية والمناطقية والقومية المتعصبة والفئوية والمحسوبية والمنسوبية والعائلية ( التملك العائلي للسلطة والمناصب ) …

هذا من جهة امراض المجتمع التي كنا نرى بعضها حتى في ازمان اﻷنظمة السابقة ، أما من جهة امراض الذوات المخصوصة فتتجسد في اﻷنانية المفرطة و اللصوصية (نرى هنا ان هناك صلة بين المحاصصة وظاهرة السلب والنهب البدوية وظاهرة الفرهود والحواسم الجديدة نوعما على المجتمع ) ..

فضلا عن ان المحاصصة كانت خلاصة تعبيرية عن امراض شخصية اخرى اكتشفت وزرعت في التحليل المختبري للذوات المنحرفة التي تقودها اﻻن ومنها : تعظيم الذات المحتقرة في تاريخها ، والتلفع بالشرف المظهري لفاقدي الشرف ، والدين المظهري لمزيفي الدين ، واﻷخلاق المظهرية لفاقدي اﻷخلاق ، والجاه المظهري لفاقدي الجاه ، والعلم المظهري للجهلة والشخصية المظهرية لمنحلي الشخصية ، و (اﻷستذكاء -من التذاكي ) لمن هم على درجة كبيرة من الغباء … وقس على ذلك . ففي الطريق متسع كبير .وفي المختبرات المعادية ما هو اكثر من ذلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *