كما رجل مُهِمٍّ
لأنّه ارتكب كلّ الهزائم
ومع هذا لم ينزع، عنه، الموت عباءة جسده!
رجل تنام رأسه،
من فرط السّكر،
على طاولة في حانة من حانات باريس
بينما صدره مدينة ملاهي لأصابع طفلة ثلاثينيّة؛
طفلة، في مدينة منفيّة، سيحتاج
لألف هزيمة أخرى كي يدفعها رشوة
لمساء نخّاس، أحدب
حتّى يسمح له بمرور سريع، تحت جنحه، من أمام بيتها!
أمّا بطنه
فيتقاسم الجوع والنّباح
مع كلاب تطارد الجياع في شوارع مدينة عربيّة؛
شوارع تخفيها الحكومة عن عيون “جوجل إيرث” لأسباب أيدولوجيّة!
شوارع مدينة لن تسمح له، أبدا، بأن تنام رأسه في الحانة الباريسيّة
وستصدر قرارا بالهدم في حقّ صدره
إن اكتشفت أنّه يقيم عليه مدينة ملاهي!
كما هذا الرّجل الذي يبدو مهمّا جدّا
أتصدّرُ المشهد؛
حولي كلّ رفاقي:
خزانة تعاني من آلام الظّهر،
طاولة صغيرة عرجاء،
كرسيّ بلاستيكيّ متقاعد كان يعمل عتّالا في مصنع الإسمنت،
وسادتان تستلقيان على سرير خشبي،
علبة مناديل ورقيّة،
لوحة دواء لمكافحة الاسهال
و أصبع قدمي الصّغير الذي نطّ خارج الجورب الأخضر المخطّط!
كما رجل مهمّ جدّا
أتصدّر المشهد
وأثرثر للرّفاق عن الشّجرة التي أثْمَرَتْ بداية الخلقْ
وكيف سقطت منها حوّاء الأولى
على أنف إله ينام تحت الشّحرة
فاكتشف معادلة الحبّ واكتشف العطور و النّكهات!
عندما سقط آدم الأوّل
كان الإله يشرب قهوته تحت الشّحرة
فسقط آدم في فنجان الإله؛
كما ذبابة كان يشرب الكثير من القهوة و يغرق
ولأنّ الإله كان يحبّ القهوة دون سكّر
لمّا أنقذ آدم الأوّل من غرقه الأوّل
وجد أنّ آدم قد صار مُرًّا و يقظا
فأسكنه في حضن حوّاء الأولى ليصير بسُكَّرِها أقلّ مرارة
و ليتعلّم النّوم.
مازلتُ أتصدّر المشهد
ومازال الرّفاق ينظرون نحوي !
لقد حدّثتهم عن تلك المرأة التي كنت سأنقذها من الغرق لو أنّي كنتُ أجيد السّباحة
وعن رحلتي الطّويلة جدّا في أقدام نساء عبرنني
وكيف أنّي كنتُ سأصل إلى آخر نقطة في ملكوت الشّعر
لو أنّ إحداهنّ درّبتني على التّسلّق أعلى ركبتها…
كما رجل كان مهمّا
تُخْرِجُني الغرفة من إطار الكاميرا
لتظهر في المشهد الوسادتان!
لا رفاق حولي؛
حتّى إصبع قدمي الذي نطّ خارج الجورب
يحدّق في الوسادتين!
أمّا الوسادتان فقد كانتا تمارسان السّحاق
وتطالبان بأصابع إضافيّة من أجل اللّعبة!
كما رجل لم يكن، يوما، مهمّا
أنشرُ كلّ ما أعرفه من أسمائي على الحبال الصّوتيّة لحبيبتي
لتجفّ من بلل الأصوات الأخرى،
أخلع عنّي وحدتي بالكامل
لأظهر أمامي عاريا، تماما، من وحدتي بكامل حبيبتي،
أمضغ لغة بنكهة النّعناع
حتّى لا تفوح، من فمي، روائح أسماء نساء أخريات
قد تدفع حبيبتي لإخراجي من مشهدها
ثمّ أبدأ ارتكاب هزيمة جديدة…