فيما بدا ابن اليمن السعيد .. سعيدا وهو يحدثني عن طريقة وصوله الى العراق بل واصراره على الوصول .. قال الاستاذ علي سرحان رئيس البعثة الاعلامية اليمنية بانه اصر على الحضور الى خليجي البصرة برغم معارضة الاهل والاقارب والمعارف .. خشية عليه مما حشاه الاعلام المغرض ورسخه في عقول البعض من تشوهات منظر لا يليق بالعراق واهله .. ومن تخوفات وهمية ايقضت الهواجس في كيانه برغم عشقه وايمانه بضرورة المضي بالمشوار حتى اخر محطاته التي امتدت لخمسة وخمسون ساعة من تعز حتى عدن فالقاهرة والدوحة .. ليحط اخيرا في البصرة الفيحاء وثغر العراق الباسم ..
مضيفا بان اهله ظلوا قلقين عليه حتى بدات الحقيقة تتكشف له ولهم يوما بعد يوما لتتضح ملامح المشهد ويجد نفسه بين اهله وناسه الذين زارهم وعاشرهم شابا بمقتبل العمر في خليجي ١٩٧٩ وها قد اصطبغ البياض شعر راسه في خليجي ٢٠٢٣ .. اذ كان الفارق الزماني ٤٤ عام والمكاني ممتد لالاف الكيلومترات .. قطعها وعبرها واجتازها بما فيها وبينها من جبال وصحراء وبحار وخلجان ووديان وشعاب وسهول ودروب .. الا ان للقلب دليل وفي الوجدان خارطة لا تتيه ولا تحيد ..
كنت اتابع مباريات اليوم الثاني من على الكورنيش في البصرة وقد فضلت ان اشاهد المباراة مع قلوب الناس وانفاس الجماهير ومشاهد الاحساس بالشارع على طوق الملعب ورجال امنه .. وقد اصطحبني صديقي حميدي الربيعي عضو نادي السويق العماني الذي جاء الى البصرة برفقة صديقيه يوسف واحمد وكانت تراوده بعض الهواجس عن حقيقة ما يجري هناك وما ينقل ويشاع ويردد الاخر ون .. لكنه اردف قائلا : (ان دوافع جذرية وعشق صميمي ودفقات احساس جارف ازاح شكوك المرجفين وضربه عرض الحائط لينزل العشار ويتمشى وحيدا على الكورنيش المكتظ بحشود الناس وتجمهر الفعاليات الرسمية والشعبية العراقية والبصرية واخريات متفرقة .. مشيرا بدهشة التعبير 🙁 لقد صدمتني المواقف وصدق المشاعر ..الناس هنا ينظرون لنا بروح الاحساس والحب . فما ان يرون العربي بزيه المعهود خليجيا او عمانيا او يمنيا .. او مصريا وشاميا .. الا ويحيوه اوتماتيكيا : ( هلة بكم والف هلة ومرحبة . واكثر بلي معاكم ) .. ثم يحاولون ويحرصون بدفق حنان وود جلي التقاط الصور معنا .. وبعضهم يعانقوننا دون معرفة وسابق انذار ) ..
في الكورنيش احاطني البعض وسلم علي اخرين والتقط صور معي كاعلامي وصحفي ثم انهالت الاسئلة والاستفسارات عن خليجي والمنتخب والعرب والكثير الكثير .. ثم همسني احدهم 🙁 لقد ذكرك المعلق العربي البحريني الشهير خالد الحدي في مباراة الافتتاح وتغنى بنص مما كتبت بعمودك الصحفي ) .
فاجبت فورا .. اذ لم احتاج لكثير الوقت او الاصطناع او الفذلكة للتوضيح .. ان اهل البصرة ناسي واهلي واعرفهم كمعرفة نفسي .. فقلت له انه توق وشوق يا خالد ..انه رهف الحس وبيض الامنيات وطيب الدعاء .. انه رفض البعد وكسر قيود الفراق .. انه الشوق وسحر اللقاء . انه نبض الدم وعرق الانتماء .. انه ليس مجرد تعبير تلقائي فحسب .. بل انه تواشيح امل وقراءة مستقبل وصلاة ودعاء يا حدي .. انه اكثر من ملعب ومنتخب وفوز لقاء .. فذاك تنافس وان كان رياضيا شريفا .. لكن هذا موقفا وتعبيرا ومسكا … بل انه حسن اللقاء..!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *