تتواصل افراح اهل البصرة من خلال استضافة اشقائهم من الخليج العربي وابناء العراق من كل المحافظات في العرس الخليجي (خليجي 25) هذا الكرنفال الرياضي الكبير الذي تحول الى ظاهرة جمعت بين الرياضة والفن والادب بمشاركة الجميع في تقديم الفعاليات الجميلة على كورنيش شط العرب.

ولم تمنع امطار الخير التي تساقطت على البصرة خلال الايام الماضية من استمرار هذا الكرنفال الكبير بالاضافة الى الحضور الجماهيري المتميز والرائع الذي تواجد في مدرجات ملعب (جذع النخلة) من اجل متابعة المباريات التي جمعت عمان واليمن ، وكذلك القمة الخليجية المتمثلة بمواجهة العراق والسعودية.

ان استمرار تساقط الامطار بقوة وبكثافة عالية على الملعب زاد من حماس الجمهور المتواجد في الملعب الذي لم يهدأ او يتوقف ، بل على العكس استمرت الاهازيج والصيحات التي عبرت عن حب هذه الجماهير وعشقها لكرة القدم ومنتخباتها الوطنية ، ولم تتأثر بالبلل الذي اصابها بل ان اغلب المشجعين غادروا الملعب سعداء بعد ان حقق المنتخب الوطني الفوز على شقيقه السعودي بهدفين نظيفين ، وعاشوا سهرة جميلة على انغام الفوز الذي طال انتظاره.

ان حضور ما يقارب من (65) الف متفرج الى مدرجات الملعب بظروف جوية وامطار قوية تعني اننا نعيش زمن كرة القدم العراقية ، وان هذا الجمهور مستعد على مواصلة التشجيع للاسود مهما كانت الظروف او الاحوال الجوية او وجود شتى العراقيل لانها تتنفس كرة القدم وهي مستعدة ان تضحي بالغالي والنفيس من اجل عيون نجومها الذين اسهموا في اسعادهم في السنوات الماضية من خلال تحقيق الالقاب ، لكن السنة الماضية لم تكن منصفة لهم بعد ان غاب الفرح والفوز عنهم .

ان احد الاهداف المهمة لتنظيم خليجي (25) بالبصرة هو اعادة الروح للمنتخب الوطني الذي عانى كثيرا من اللعب خارج ملعبه ودفع ثمن ذلك القرار الابتعاد عن بطولات كاس العالم والالقاب الآسيوية .

وشهد حفل افتتاح خليجي (25) تواجد رئيس جمهورية كرة القدم السويسري ايفانتينيو الذي عبر عن سعادته بالتواجد في العراق واشاد بتنظيم البطولة ، وكنت اتمنى ان يوجه احد زملائنا الصحفيين سؤالا لايفانتينيو لم نجد الاجابة عليه وهو (لماذا استمر الحظر الكروي على العراق لهذه الفترة الطويلة ؟، وهل الفيفا شعرت بالندم لاستمرار مثل هذه القرارات الظالمة بحق شعب يعشق كرة القدم؟).

نتمنى ان تكون الصورة واضحة امام السيد ايفانتينيو وان يوصي برفع الحظر الكروي عن ملاعب كل المدن العراقية ، لان العالم يشهد توترات في اماكن مختلفة قد تكون بعضها اصعب مما موجود في العراق ، ولكن المنظمة الدولية لا تعير اهمية لها ، وبالمقابل تستمع الى جيران العراق الذين يرفضون اللعب على ملاعبنا لاسباب غير منطقية.

بطولة خليجي (25) غيرت الصورة النمطية المأخوذة عن العراق ، بل انها جعلت البعض يعيد حسابات الخاطئة من اجل العودة للطريق الصحيح ، لاسيما بعد ان شاهدوا كرم اهل البصرة وحبهم لعمل الخير.

وبالعودة لمباريات البطولة التي وصلت لجولتها الثالثة ومن خلالها سنتعرف على الفرق الاربعة التي ستتواجد بالدور (نصف النهائي) ، المؤشرات الاولية تشير الى ان اليمن غادر فعليا من المجموعة الاولى ، ولازالت حظوظ الفرق الثلاثة قائمة بالتواجد بالدور المقبل، اما المجموعة الثانية فان فرقها الاربعة مرشحة للتواجد في الدور الثاني وبنسب مختلفة.

وسيلعب منتخبا السعودية وعمان اليوم الخميس على ملعب الميناء ، بالمقابل سيواجه منتخبنا شقيقه اليمني بنفس التوقيت على ملعب البصرة ، وتبدو فرصة لاعبينا كبيرة لخطف بطاقة التأهل لان الكفة تميل لصالح لاعبينا ، لكن النتيجة النهائية ستحسم في ارض الملعب بعد ان يطلق حكم المباراة صافرة نهايتها والتي نتمنى ان تكون لصالحنا من اجل استمرار افراح الجماهير في البطولة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *