لو تصفحنا تاريخ العراق في مقدمتها حضارات وادي الرافدين واطلالاتها لاتزال ظاهرة للعيان منها تثير الانتباه الى عظمتها ، لاقوام تواجدت على هذه الارض واندرث واقوام اخرى خلفتها ، من البديهي ليس إرضاءا ولا طوعا من أي منها للآخر ان تتركها إلا بالقتال والحروب والدمار في صراع من اجل الحياة طمعا بموقعها الجغرافي وثرواتها المعاشية الهائلة من خلال رافديها دجلة والفرات وتربتها الثرية وتوالتها صراعات كثيرة للاستيلاء عليها الى العصر الحديث احتلتها بريطانيا لنفس الغرض اثناء الحرب العالمية الاولى 1914 – 1918 بعد حرب ضروس ابتداء من معركة الشعيبة المشهورة واستمرت اربع سنوات من البصرة الى الموصل وبعد الاحتلال بسنوات من الكر والفر في صدامات مع مكوناتها استطاعت ان تشكل دولة العراق بسفك الدماء لتحكمها بالانتداب من ولايتي بغداد والبصرة عام 1921 وتتويج فيصل الحجازي ملكا عليها بنظام ملكي نيابي ومن ثم أضافت اليها ولاية الموصل عام 1926والتي كانت تحت نزاع كردي تركي من خلال نفوذها في عصبة الامم ومن هنا اختلط الحابل بالنابل من اختلاف شاسع في ثلاث ثقافات نشات من الاكتئاب والاضطرابات النفسية وعدم قبول الاخر خلفتها الحروب و الصراعات آنف الذكر والتي دارت على اراضيها وادت الى تغير سلوك الانسان العراقي نحو العنف والاحتكار والتعصب القبلي والقومي والديني والطائفي المتوارث من اسلافه عبر التاريخ ولربما هو السبب في عدم تتويج بريطانيا شخصا عراقيا ملكا عليه ويظهر ذلك من خلال الخلافات بين السلالة الملكية والحكومات التي كانت تقودها الشخصيات العراقية استنادا الى قول معروف منسوب للملك نصه ( اقول وقلبي ملأن أسى ، إنه في اعتقادي لايوجد في العراق شعب عراقي بعد ، بل توجد تكتلات بشرية خالية من أي فكرة وطنية ، متشبعة بتقاليد واباطيل دينية ، لا تجمع بينهم جامعة ، سماعون للسؤ ، ميالون للفوضى ، مستعدون دائما للانتفاض على أي حكومة كانت ، وفي قول اخر لا يعرفون ماذا يريدون ) وحوله اراء كثيرة ولكن وقائع الاحداث من بعده الى يومنا هذا اصح من جميعها ، واقدم الجنرال بكر صدقي على انقلاب عسكري بتاريخ 29 / 10 / 1936 لتصحيح مسار الحكومة من التعصبية القبلية الى مبدا العراق اولا لتكون الاولوية للمجتمع العراقي المتعدد القوميات والاديان واللغات ومن اصلاحاتها البدائية توزيع الاراضي على الفلاحين والحد من نفوذ الاقطاعيين المسيطرين على الاراضي الزراعية وبعد اغتياله بتارخ 10 آب 1937 في الموصل عادوا الفارين من مسؤلي الحكومة السابقة من تركيا ومصر إلى السلطة كالسابق ، ويقال ان سياسة العراق اولا التي اتبعته حكومة الجنرال قوت موقع العراق دوليا وركزت على الطبيعة التعددية للمجتمع لو كتب لها الدوام كانت تصبح الاساس الجديد لبلورة هوية وطنية مختلفة للعراق وباعتقادي لاصبح اكثر تطورا وتقدما من الدول الرائدة في المنطقة حاليا والمسؤلون العراقيون يبتهجون بزيارتها للاطلاع على معالم الرقي والتقدم فيها ، في حين أي منها كانت لاتعد بحضارة قصبة من بلادهم المضمرة على ايديهم.

سياسة سابقة

استمرت الحكومات بعد اغتيال الجنرال في سياساتها السابقة الرامية نحو القومية والدينية والطائفية وكان ينبغي التوجه نحو تاسيس دولة تمثل جميع مكوناتها والعمل الجدي لبناء الانسان العراقي برؤى الحضارة والمدنية ، لاخراجه من قوقعة الاكتئاب والاضطرابات النفسية وعدم قبول الاخر من الاوضاع غير المستقرة عبر العصور الغابرة ولذلك لم يتغير سياسة الحكم بتغيير الرؤس حتى بعد الاطاحة الدموية بالنظام الملكي في 14 تموز 1958 الى عصرنا وازداد الامر سؤا للسيطرة على السلطة بانقلابات عسكرية دموية واخرها سقوط حكومة البعث البائد في 2003 واحلال حكومة منتخبة محلها والنتيجة ماكانت الحكومات السابقة تهدر الثروات الوطني لتقوية اركانها ، هدرتها السلطة الحالية في الفساد.

الحل ، هناك دول كثيرة كانت تمارس القرصنة ودارت على اراضيها الحربين العالميين سحقت كل ما فيها ولكن بعد ان هدات الاوضاع استلمت فيها الرئاسة اشخاص ذوي رؤى حضارية ومدنية وبنوا الانسان والدولة معا لضمان المستقبل وفق اسس وبرامج علمية وجعلوا الدولة للشعب والشعب للدولة ووصلوا الى قمم الرقي والتقدم ، وهذه هي الوسيلة الوحيدة لاخراج العراق الى بر الامان وكفانا كل سلف في السلطة يلعن خلفه وهو اسوأ منه واساؤا الى سيادة وسمعة العراق دوليا وادخلوا السواد الاعظم من الشعب المجاعة واسوأ ألاحوال من جميع النواحي .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *