ليس الشعب الفلسطيني وحده ، مسئولاً عن مواجهة العنصرية الإسرائيلية المتجددة ، بل هي مسؤولية عربية اولاً ومسؤولية دولية ثانياً ، وذلك لسببين أساسيين ، اولهما .. إن ترك العنصرية الإسرائيلية تجدد شخصياتها وتقتحم بيت المقدس وتقتل بلا وازع من ضمير واخلاق وتشن عمليات الاعتقال وتزيد من عمليات القمع ضد الاسرى وتهدم البيوت وتستولي على المزيد من الأراضي ، هذه العنصرية لا تستهدف الفلسطينيين وحدهم ، ولا تخص هذه الممارسات الأراضي الفلسطينية بالاستيلاء والتوسع .

وإنما انعكاساتها القريبة والبعيدة تستهدف الانسان والأرض والتاريخ والحضور العربي برمته ، كون هذه الممارسات والسياسات تجسيداً للمشروع الصهيوني القديم الجديد الذي بني على قاعدة التنفيذ من النيل الى الفرات ، وبهذه الحالة كل محاولات الضعف أو تلطيف الأجواء والرغبة في تطوير وتعميق المصالحة معه ، هو اختزال غير منطقي لهذا التناقض ، وتشجيعاً لمضي هذا الكيان بالمزيد من الامعان في قتل الاشقاء الفلسطينيين وقضم الأراضي والتوسع في الأراضي العربية .

وثانيا .. أما على المستوى الدولي فأن ترك هذا الكيان بممارسته العنصرية واقتحاماته الوقحة للاماكن الدينية المقدسة عند المسلمين والمسيحيين ، هي بمثابة التهيئة لمقدمات الصراعات الدينية ، وبالتالي الحرب الشاملة التي لا تستطيع أي دولة في هذا الكون إذا ماندلعت تلك الحرب ، نقول لا تستطيع ايقافها أو الحد من امتداداتها وتأثيراتها في محيطها وخارجه ، لذا يتوجب على المجتمع الدولي وبالخصوص الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي اتخاذ التدابير السياسية والعقابية ضد تلك الممارسات والمواقف وإيقاف جماح هذا الكيان ضد الأرض والشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية ، بدون هذا الموقف الدولي المطلوب ، فأن الحرب قائمة لا محال .

لقد اثبتت سياسات إسرائيل إن عمليات الصلح معها والتطبيع هو ليس خياراً مبني على تكافؤ في العلاقات بينها وبين العرب ، وإنما هو امراً فرضته الرغبة الإسرائيلية بتأييد إرغامي امريكي ، لذا صارت العنجهية العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وسوريا والجولان السوري العربي المحتل امراً اعتياديا مسموح به ، سيما وان السكوت العربي الرسمي أو بالأحرى الرد الخجول على تلك الممارسات والهجمات العنصرية قد جعلت العدو يمعن في العنصرية اكثر فأكثر .

محكمة العدل

ولعل الإجراءات الإسرائيلية في الاستيلاء على أموال السلطة الفلسطينية كونها رفعت الشكوى ضد إسرائيل الى محكمة العدل الدولية وبسبب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية الأصوات بإدانة إسرائيل ممارسات وعنصرية وقتل بدماء باردة واعتقالات جماعية والتوسع بالاستيطان في فلسطين وضد شعبها المناضل المجاهد .

الشعب الفلسطيني لايريد من الرسمية العربية في الوقت الراهن القتال نيابة عنه ، فهو الاقدر على ذلك في هذه المرحلة والمراحل اللاحقة فلهو من الحلفاء ما يكفي وإنما يريد منهم موقفا سياسيا ضاغطا ووقف كل اشكال التطبيع والعلاقات الاقتصادية والسياسية مع هذا الكيان ، فليس ببعيد أن تشهد الأراضي المحتلة انتفاضة كبرى بسبب الاقتحامات العنصرية الإسرائيلية لبيت المقدس ، مثلما حدث اثناء اقتحام شارون لبيت المقدس ، وان مؤشرات الصراع المفتوح والعنيف بين الكيان الصهيوني والشعب الفلسطيني بات واضحا نتيجة خشيته من قرار محكمة العدل الدولية وتفاعل العمل الفدائي المسلح بالضفة الغربية وبات يهدد السلطة الفلسطينية بالاستيلاء على حقوقها المالية ومحاصرتها ، أمام هذا الوضع وبعد المتغيرات الدولية على العرب الرسميين اتخاذ موقف واضح وليس كما جرى للشهيد ياسر عرفات حين تخلى العرب عنه وتمت محاصرته بالمقاطعة حتى استشهد بالسم الصهيوني العنصري . ..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *