تحية عراقية صادقة
درست الاستراتيجية الشاملة ودرستها – بتشديد الراء- وهذا ما مكنني من تقييم برنامجكم الحكومي بمقال من سبعة اجزاء ، ولعل الذين يمتلكون رؤية استراتيجية يعرفون ان أي رئيس وزراء للعراق ليس فقط لا يمتلك عصا سحرية بل هو قد لا يمتلك عصا اصلا ، وأن امتلك فهي لن تكون عصاه بل عصا كتلة او حزب او عصي لقوى خارجية ، ويعرف الاستراتيجي ان الخلل في العملية السياسية بنيوي وخطير في كل مجالات الحياة طالما هي مبنية على ( توافق – شراكة – محاصصة- فساد) وأن مفهوم الكتلة الاكبر الذي رسخه السيدان المالكي ومدحت المحمود والذي بموجبه انتقل الفوز من الدكتور اياد علاوي الى السيد المالكي تطور مؤخرا بشكل محزن وصار (المكون الاكبر) .
عليه اعرف ان الملفات الكبيرة هي ليس بيدكم حتى ولو صادقت الكتلة الاكبر عليها ، وهذا ينسحب على كل صفقة وضعت لتحقيق الكتلة الاكبر وفوز الجهة الفلانية من اتفاقية اربيل الاولى لحد اتفاقيات الاطار التنسيقي ومنها اعلان بعض سنة السلطة انهم قدموا شرطا وهو حل هيئة المساءلة كمكسب لأهل السنة ليلمعوا صورتهم امام (المكون) ولا تتخيلون سيادتكم كم ان في هذه الكلمة دمار العراق .. كم هي خدعة سمجة لسنة السلطة ، ولهم الحق فهم لا يعلمون ان اول ترديد قسم لبعثيين في العراق حصل في الشطرة ، وأن الفكر القومي عموما والبعثي خصوصا ولد في الفرات الاوسط ، وأن الفيحاء كان فيها اربعة فروع للحزب يوم الغزو الامريكي لها … المهم انكم كنتم واثقون من الاتفاق واوعزتم بحل المساءلة وستجدون كم من العقبات الدستورية والادارية ستعيق ذلك رغم ان حل المساءلة لا قيمة له ببقاء قانونها .
اسمحوا لي سيادة الرئيس ان احصر الحوار بنقطتين اساسيتين وردت في حواركم مع احدى الصحف ونشرتها وكالة شفق نيوز .
الأولى تتعلق بانتهاكات حقوق الانسان في ايران ، كانت اجابتكم ” أن العراق هو البلد الأكثر تضرراً من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان خلال النظام الديكتاتوري، ولسوء الحظ الدول الغربية أشاحت بنظرها عن هذا النظام الديكتاتوري، ولهذا السبب فإن العراق دولة ترفض أي انتهاك لحقوق الإنسان في أي مكان في العالم”.
ولعله من الواضح ان فضية مهسا اميني باتت قضية مجتمع دولي شئنا ام أبينا ولعل الاجابة المناسبة لا تكمن في التهجم على الغرب ونحن في هذا الوضع المأساوي ، بل كان الانسب القول ” ان هذا شأن ايراني داخلي ودستورنا لا يسمح لنا بالتدخل بالشؤون الداخلية للجارة ايران ” ..
فضلا عن ان السؤال لم يكن عن العراق لكي نتحدث عن النظام الدكتاتوري وعن كيف ان الدول الغربية اشاحت بنظرها عن هذا النظام الدكتاتوري … هنا اسأل سيادتكم ، كيف كانت ستكون اجابتكم لو أن الصحيفة بادرت بالقول ” كيف تريد ان يكون تدخل الغرب في العراق ، وهل ان حربين عالميتين غربيتين بقيادة الدولة الاعظم وحصار قذر ل (13) عاما ، وشارك في الحرب والحصار انظمة عربية ومنها انطلق كل شيء وتم تدمير العراق دولة وشعبا ؟؟؟!!! ويتصل ذلك بقول سيادتكم ” ولهذا السبب فإن العراق دولة ترفض أي انتهاك لحقوق الإنسان في أي مكان في العالم” ولا أجد اي علاقة سببية بين هذا وذاك . فاحترام حقوق الانسان كهدف ووسيلة ونهج يأتي من الايمان بتلك الحقوق اصلا وليس السبب ان النظام الدكتاتوري قام بكذا وكذا ، ولنفترض جدلا ان ذلك النظام لم يحكم العراق فهل سنفقد ايماننا بالإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي استل منه استلالا بعض مواد الدستور العراقي ؟؟
.وأضفتم، إن “حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة، لذا يجب على العالم الغربي أن ينتبه إليها في كل مكان، وليس فقط في إيران” وبرأيي المتواضع فأن عبارة “غير قابلة للتجزئة ” تعني ان تلك الحقوق وحدة متكاملة لا يمكنك ان تتبنى منها جزء وتترك جزء آخر ، ولا تعني ما ذهبتم اليه حيث ان ما ذهبتم اليه يندرج تحت عنوان تعدد مكاييل المجتمع الدولي في التعامل مع الانتهاكات بين دولة وأخرى .
تقبلوا فائق التقدير
وللحديث بقية

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *