عندما يقوم شخص بالظهور والادعاء أمام الناس بصفة أو وظيفة لغرض ايهامهم و الاحتيال عليهم بصورة هي غير الصورة الحقيقية له فإنما يقوم ذلك لأسباب وغايات كثيرة وبمجرد ظهور تلك الصفة للعلن و العالم الخارجي أي مشاهدة الآخرين أو تعامل الناس معه على أساس الوظيفة والصفة التي يظهر بها إمامهم فان ذلك يشكل جريمة وفق احكام القانون ان انتحال الشخصية هو الظهور إمام الغير بمظهر الذي تم انتحال شخصيته بحيث الناظر اليه و المتعامل معه يعتقد دون شك انه يتعامل مع من تم انتحال شخصيته فإذا انتحل شخصية ضابط فهو يعامل معاملة الضابط بالتمام والكمال ومنهم من ينتحل صفة الطبيب وهو لم يدرس الطب في الأساس و يبدأ بممارسة الطب مما يتسبب في إحداث إضرار جسيمة لأرواح الناس ويقوم منتحل الصفة بنفس الممارسات التي يقوم بها الشخص منتحل صفته من حيث اللغة والمصطلحات وربما ارتداء نفس الزي كما نجد ازدياد الأشخاص الذين يظهرون بمسميات مختلفة منها (سفير السلام ، عضو اللجنة العليا ، دكتور …) وغيرها من المسميات لغرض تحقيق مكاسب مادية وتحقيق الوجاهة الاجتماعية أو المكاسب الشخصية وحب الشهرة و الظهور و إشباع نقص و خلل في شخصيته و قد تناول المشرع العراقي احكام جريمة الانتحال في قانون العقوبات العراقي المرقم 111 لسنة 1969 المعدل ضمن الكتاب الثاني (الجرائم المضرة بالمصلحة العامة) في الباب الرابع ( الجرائم المضرة بسير العدالة ) ضمن الفصل الخامس بعنوان انتحال الوظائف والصفات بثلاث مواد 260 و 261و 262 وقد أجريت عليها العديد من التعديلات و أهمها القرار 160 لسنة 1983 حيث يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على عشر سنوات كل من انتحل وظيفة من الوظائف العامة أو من وظائف القوات المسلحة أو قوى الأمن الداخلي أو الأجهزة الأمنية و الاستخبارتية أو تدخل فيها أو أجرى عملا من إعمالها أو مقتضياتها بغير حق و ذلك دون صفة رسمية أو إذن من جهة مختصة ويعتبر حصول الفاعل على مكاسب مادية عن طريق ارتكاب أي من الجرائم المذكورة ظرفا مشددا كما ان نص المادة 261 تضمن اكثر من جريمة وهي ارتداء زي أو حمل وسام لدولة أجنبية دون وجه حق وارتداء الزى الرسمي لفئة معينة بغير حق و انتحال لقب علمي أو جامعي أو ديني دون حق وحمل صفة نيابية أو وظيفية بغير وجه حق وحمل رتبة عسكرية دون وجه حق وارتداء كسوة خاصة اعلى من رتبة مرتديها الحقيقية و الادعاء بحمل لقب علمي من خلال ادعائه بالحصول على شهادة أو تزوير الشهادة ويدي بانه محام أو مهندس أو غيرها من المهن و الألقاب والمراكز الوظيفية والعلمية والدينية التي هي محل اعتبار و تقدير لدى الناس وتحقق نفوذا يستحبه و يطمح اليه الشخص ويقدره المجتمع.

{ قاضي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *