كانت خاچية أجمل وأترف نساء الناحية، وكان زوجها وابن عمِّها من المحسدوين عليها..
تقول خاچية: (عندما هَمَّ زوجي بالذَّهاب مع أصدقائه إلى السينما في المدينة طلبَ منِّي أن يجدَ بعد عودته *(رومانسية)..*
وبالرغم من عدم معرفة خاچية بال (رومانسية)، إلَّا أنها صمتَت امتثالًا لتوصيةِ أُمِّها التي أبلغتها بأنْ ترجعَ إليها لتوضِّحَ لها الأمورَ ولكي يتمَّ النظر إلى خاچية بأنها (معدَّلة و تعرف كلَّ شيءٍ)..
ذهبت خاچية إلى أهلها الساكنين قُرب بيتها وأبلَغت أُمَّها بأنَّ زوجَها يريدُ (رومانسية)..
قالت أم خاچية: إنها لا تعرف بالاكلات الأجنبية، ولكن *ومن باب الاحتياط* طلبت من خاچية أن تعملَ تمن وفاصوليا و دجاج و باذنجان مع المُقبِّلات..
عندما عاد زوجُ خاچية وجدَ سُفرَةً كبيرةً و فَهِمَ من نظرته لخاچية أنها استشارت أُمَّها التي تعتبرها معلِّمتها و مربِّيتها ونافذتها إلى التواصل مع العالم..
قال زوج خاچية: رِدنا حنان و مشاعر و أحاسيس يعني رومانسية مو (لا) تكبرين الصينية (مائدة الطعام)..
قالت خاچية بعد أن عرفت معنى الرومانسية: الحنان والإحساس يبدأ من البطن ..
بعد العشاء، ذهبت خاچية إلى الفراش من شِدَّةِ تعبها على مائدة الرومانسية، و لكنها سمِعت زوجَها يقول: إذا صاحية أريد *(قُبلة سينمائية)* ، لكن خاچية غاصت في نومها.. في الصباح، ذهبت خاچية لأمِّها لتسألها عن (القُبلة السينمائية)..
قالت أم خاچية: واللهِ يا بنتي ما أعرف، لكن *من باب الاحتياط* أحضري له سجَّادة الصلاة على القِبلةِ و (سِبحة) و قرآن، و إكوي له دشداشة الصلاة البيضاء..
عندما عاد زوج خاچية اشتاطَ غضبًا وقال: صحيح إنتِ بنت عمِّي لكن *المسافات بيننا بعيدة..*
و كالعادة ذهبت خاچية لأمِّها لتسألَها ماذا يعني زوجها بتباعُدِ المسافاتِ بينهم..
قالت أم خاچية: بنتي يجوز زوجك يحسب السرير أبو نفرين كبير عليكم و المسافة بينكم كبيرة!!!!!، الأحسن، *من باب الاحتياط*
بدِّلي السرير أبو نفرين بسرير أبو نفر..
تقول خاچية: بُقَت المشاكل بين زوجي و أمِّي حتى يوم ولادتي لابننا البِكر ..
فقد سمَّيتهُ (وحيوِح)على اسم والدي، عندها قال زوجي لو سمِّيناه
محمَّد من الحمد أو علي من العُلوِّ أو رحيم من الرَّحمة أو كريم من الكرم، عندها قاطعته أم خاچية: سمِّيناه وحيوِح من الوَحوَحة ..
قال زوج خاچية لعمَّته: و ما معنى (الوَحوَحة)؟؟؟!!
قالت أم خاچية: كلمة سومرية، إنتَ مَتُعرفُها..
و بُقَت خاچية طوال عمرها تُردِّد: ( *غريبة من بعد أُمِّي الحبيبة*)..

اللهمَّ ارحَم أُمَّهاتِنا ، فَهُنَّ من رحمتكِ التي ترعانا، ومن نور هدايتكَ الذي يُنيرُ دروبَنا..
اللهُمَّ إني أشهدُ أنَّ أُمَّهاتِنا أجمل و أروع ما خَلقَتَ في الدُّنيا..

البروفيسور د. ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي