الكاتب ناجح صالح

 

ما اصعب ان يظل الأنسان رازحا تحت وطأة القيود . يولد الأنسان حرا ثم ما يلبث أن يجد نفسه مكبلا بالقيود . فما هي هذه القيود التي تحاصره وتضيق عليه أنفاسه ؟ انه قيد الأسرة اولا ..فهذا أب مستبد يذل أبناءه بأسلوبه الجارح في التعامل معهم ؛ لا يرضى لهم أن يتمتعوا بحياتهم كما ينبغي بعد أن واد حريتهم وأفكارهم وبعد أن حبسهم بين جدران البيت. قيود وقيود وقيود فرضها هذا الاب الجاهل المستبد على أبنائه وهو يظن أنه يريد الخير لهم في وقت قتل فيهم كل طموح والغى شخصياتهم ولم يعودوا يعرفون أي طريق يسلكون وهم مكبلون بهذه القيود الثقيلة . وثاني القيود هو قيد المجتمع بما فيه من موروثات متعصبة وتقاليد سقيمة تفرض نفسها دون الرجوع إلى الحكمة والعقل لتفعل فعلها في النفوس بعد أن أغلقت الأفكار غلقا محكما فلا تتسرب إليها معرفة ذات أبعاد إنسانية؛ وهكذا تكون هذه القيود حائلا إزاء ما يمكن أن يثمر طاقات متجددة مبدعة تضخ الوطن بما ينفع . اما ثالث هذه القيود فهو قيد الدولة الذي هو أثقل هذه القيود ..اجل قيد الدولة المستبدة وهي تكتم الافواه وتخنق الحريات وتسحق الأصوات المعارضة وتفتح السجون على أبوابها لكل من يبغي العدل والحق . اية دولة هذه بل أي سلطة تقف موقف المعاداة من رعيتها ! من اباح لها هذا الحق في التسلط والقهر والطغيان ؟ اهو تفويض إلهي لخداع رعية مغلوبة على امرها والله لا يرضى الظلم لعباده ! أم أن هذا الكرسي اللعين يفعل مفعوله السحري لزيادة البطش ووضع قيود جديدة تكبل القلوب قبل الرقاب ! انه من سوء الطالع أن يحكم مجتمعاتنا طواغيت جفت ينابيع الرحمة من نفوسهم في حين أن ثمة مجتمعات تقود دفة الحكم فيها سلطات تخدم رعيتها وتوفر لهم كل سبل العيش الكريم من غير منة أو أذى لنرتقي هذه المجتمعات إلى الاعالي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *