تحية عراقية
حقوق الأنسان بحر واسع ويبدوا ان الاسلام السياسي العراقي لا يعلم ان الله جل جلاله قال في محكم كتابه العزيز ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )) … فليسمح لي سيادتكم بالانتقال الى موضوع العلاقة مع الجمهورية الاسلامية الجارة وتصريحاتكم بهذا الخصوص ، وسبق ان قلت لسيادتكم ان تصريحكم للقناة الالمانية الاخير اثلج صدري وصدر كل عراقي لا ولاء له الا للعراق وأمته وكل عراقي يؤمن بأن الجار مسلما كان ام ا مسيحيا عربيا كان ام فارسيا يتم التعامل معه كما تعاملنا مع خليجي (25) ولم اقل لا انا ولا حضرتكم انه ( خليجي عربي 25) بل خليجي 25 .. وقد ابدعتم بالقول اننا لسنا بصدد هذه الاشكاليات ، ونحن جزء من منظومة عربية ، وكخبير عسكري اهنئكم على شجاعتكم في اعلان اننا لا نزل بحاجة للتحالف الدولي
بحث التخرج لي في كلية الدفاع الوطني عام 1991 كان بعنوان ” استثمار عوامل الضعف ومجابهة عناصر القوة في الاستراتيجية الايرانية الشاملة ” وفي العام 1997 قدمت بحثا في ندوة علمية مشتركة بين جامعة البكر وجامعة الموصل بعنوان “مستقبل العلاقات العراقية الايرانية ” حضرها وزير الدفاع قلت فيها ان المشركات بيننا وبين ايران اكثر من الاختلافات وأوصيت في بحثي بتفعيل وظيفة اقتصادية في العلاقات السياسية بين البلدين الجارين ، وفي العام2016 نشرت سلسلة مقالات من (17) جزء تحت عنوان (قصتي مع ايران ) وتوقفت بسب بدء حرب التحرير مع داعش وقلت في اول مقال عن التحرير ” ان كل الاهتمامات تتوقف اليوم وكل الخلافات تذوب ومعا ضد الارهاب ” ، ولكن مقالاتي في هذا الاتجاه لم تكن احسن حضا من مقالاتي عن الفساد ولم تحصن مساكن وأرواح اهلنا في الموصل والرمادي من التدمير ولم تمنع من انتهاك اتفاقيات جنيف ” يمنع الهجوم قصفا بالقنابل على هدف يقع في او بالقرب من منطقة مأهولة بالسكان المدنيين” ولم تمنع التغييب القسري لآلاف العراقيين .. .. الذي حصل. حصل مع الاسف ولا زالت داعش بانتظار ارادة دولية او اقليمية لتبدأ عملها الجاد والواسع .. عدت قبل عام تقريبا ونشرت سلسلة مقالات تحت عنوان ” السادة زعماء ايران المحترمون بعد التحية ” رجوتهم فيها التحول من دولة مشروع كما يشير دستورهم الى دولة ، والتحول من الثورة الى الدولة
الذي صرحتم به للصحيفة سيادة الرئيس هو ” وهنالك مشتركات ثقافية ودينية واجتماعية، وإيران داعمة للعملية السياسية منذ التغيير عام 2003، وساعدت العراق في حربه ضد تنظيم داعش، فالعلاقة إيجابية وضمن إدارة التعاون والدعم، بعيدا عن التدخل في الشأن الداخلي”. وهنا لدي مداخلات بسيطة وهي ان اللغة ثقافة والثقافة لغة ، والحال هذه تنطبق على من يتكلم لغتك ، وإن كان سيادتكم يقصد الثقافة الدينية فهي موجودة فعلا وبما انكم ذكرتم الدين تصبح الثقافة زائدة ،.. اما دعم ايران للعملية السياسية فحضرتكم عاشر تلك العملية طويلا ويعرف ايجابياتها وسلبياتها ، ويعرف ان الولايات المتحدة والغرب تدعمها ايضا وتركيا كذلك لأن الكل مستفيدين من العملية السياسية فليس سهلا ان تجد دولة حدودها مفتوحة ومزاد عملتها سهل والعملة الصعبة متيسرة ومبذولة والمنافذ خارج السيطرة ،والبنوك الاهلية للأحزاب عامرة
نعم سيادة الرئيس ، دعمت العراق ضد داعش ولكنها اخذت الكثير مقابل ذلك ، فنحن من وقف معها ضد العقوبات الامريكية التي شاهدنا ما الذي عملته بنا كعراقيين ، ولولا العراق لما صمدت ايران امام تلك العقوبات طيلة هذه الفترة بل هي بنفس الفترة كانت تحكم هيمنتها على العراق ، وتهدد الخليج وتصنع الصواريخ الباليستية الدقيقة وتصنع الدرونز المتطورة .وتحكم هيمنتها على اليمن ولبنان ، وسوريا الى حد ما .
ساعدتنا ضد داعش مشكورة ولكن الثمن كان ارادتنا العراقية التي منعنا من فرضها ولو بنسبة 1% على جرف الصخر ، او ارادتنا التي نشعر بضعفها عندما كلما اردنا تشكيل حكومة يزورنا قائد فيلق ليجتمع بكل الرؤوس بلا استثناء ويعود ليطمئن بلده ، والسفير الايراني يصول ويجول ، غازهم وكهربائهم هو الاغلى ونشتريه ، وغازنا المصاحب يحترق وكل فترة نتوسل للحصول على اعفاء من امريكا لاستمرار شراؤه بالعملة الصعبة ، حاكمنا وصادرنا اموال قادة عراقيين بأحكام صدرت من المحكمة الجنائية العليا كل من جفف او حتى كان عضوا في لجنة دراسة تجفيف الاهوار ، وجففت ايران اهوارنا وحولت المياه عن اراضينا والتالوك يضيف لها سنويا ارضا اضافية ، تقصف اراضينا متى شاءت وكيفما شاءت .. نرفع صور سماحة السيد الخامنائي والذي لا غبار على منزلته الدينية الرفيعة وليس لي حق التدخل في خيارات التقليد لأهلنا شيعة العراق ، ولكنه دستوريا هو القائد الاعلى للجيش والحرس الثوري والباسيج والجن درمة ، ولا يجوز ان نسمع الاناشيد في اذاعات بعض الفصائل المسلحة العراقية الموالية ” نحن عشاق الولاءي لعلي . لعلي . لعلي الخامنائي” وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة لبلد غير العراق ، بالمقابل هو الولي الفقيه للأمة الإسلامية كما ينص الدستور الذي يؤكد “ان مهمة جمهورية ايران الاسلامية توحيد الامة الاسلامية ثقافيا وسياسيا واقتصاديا ” وكأن حوزة النجف الأشرف لم تولد بعد ، بل يصل الامر الى عزف وغناء النشيد الوطني الايراني بشكل جماعي في ساحة الفردوس ببغداد وكم تمنيت حينها ان يهمس شخص عراقي واحد نشيد موطني في اية بقعة من ايران او ان يلقي السيد احمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية حينها خطاب رسمي بمناسبة عيد الثورة الاسلامية يقول فيها ” لا عودة لحزب البعث في العراق ” وتخيلت حينها لو ان السيد المالكي قال حينها لا عودة للحزب الفلاني في ايران
الحديث يطول سيادة الرئيس ، وهو معروف للقاصي والداني ، وهو واقع قائم قد يطول ، وعتبي عليكم هو بقولكم ان العلاقة تجري” بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية ” وهناك مقولة لمن نسيت اسمه تقول “اذا كنت غير قادر على قول الحقيقة فقل نصفها وإن لم تقدر فلا تقل عكسها على الاقل ” وارجوك ان تذكر دوما ((نريد وطن )) التي اكلت 800 شهيد واكثر من 20000 جريح ومختطف ، وهم يعرفون ان لديهم وطن وكان قصدهم نريد دولة تؤمن لنا السيادة والارادة الوطنية الحقة والكرامة
وفقكم الله لخدمة شعبكم ووطنكم وثقوا اني ادعوا الى جهد دبلوماسي استثنائي لبناء علاقات متينة مع الجارة ايران مبنية على الاحترام المتبادل والمصلحة المتبادلة ، والله من وراء القصد.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *