صلاة الجمعة التي دعا إليها السيد الصدر والتي أقيمت في بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط يوم 13 كانون الثاني الجاري واستثنى منها محافظة البصرة بسبب خليجي 25، صحيح ان الصلاة أقيمت لمناسبة ذكرى صلاة الجمعة التي بدئها الشهيد الصدر الثاني محمد صادق الصدر والد مقتدى أيام النظام السابق لكن في مغزاها وفي توقيتها كانت تحمل رسالة واضحة للحكومة ولأحزاب السلطة وبالذات أحزاب وكتل الإطار ألتنسيقي مفادها ان التيار الصدري حاضر على الساحة العراقية .

كما قال خطيب الجمعة الشيخ حسين المحمداوي والتيار الصدري حاضر يعني تحذير التيار للحكومة ولأحزاب السلطة ان التيار الصدري باستطاعته تحشيد هذه الملايين عندما يتطلب الأمر ذلك أي عندما تفشل حكومة السوداني الإطارية في تنفيذ وعودها التي تضمنها منهاجها وبرنامجها الذي أعلنه محمد شياع السوداني رئيس الحكومة عندما تسلم مهام منصبه وفي مقدمة هذه الوعود الإصلاحات وتقديم الخدمات للشعب ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وإجراء الانتخابات التشريعية المبكرة التي يلمح بعض قادة الاطارالتنسيقي بأنها لن تجري بعد عام ونصف وان الحكومة الإطارية ستستمر لأربع سنوات قادمة ولم يعلق السوداني على هذه الأخبار, و بعد مضي أكثر من شهرين على بدء حكومة السوداني في مهامها فالمعطيات على الأرض لا تبشر بخير فلا إصلاحات ولا خدمات واضحة ومحاربة الفساد تجري على نهج الحكومات السابقة أي محاسبة صغار الفاسدين واستثناء حيتان الفساد وكبار الفاسدين من المحاسبة وكما يحصل في سرقة القرن فحتى حيتان الفساد الصغار قد تم إطلاق سراحهم بكفالة دون ان يعيدوا كل المبالغ التي سرقوها ودون معرفة من يقف ورائهم , أما الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين فتتردى يوما بعد آخر في ظل صعود سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي بشكل كبير وتذبذبه ما بين 157 الى 160 ألف دينار لكل دولار مما اثر على كل شرائح المجتمع وليس الفقراء حسب بعد الصعود الكبير لأسعار المواد الغذائية والأساسية والركود الكبير الذي ضرب الأسواق في الوقت الذي عجزت فيه الحكومة عن إيجاد حلول لهذه الأزمة الكبيرة والخطيرة ولجوئها لوعود بعودة سعر صرف الدولار الى وضعه السابق خلال أسابيع وقيامها بحلول ترقيعية لا تغني ولا تسمن.

وفي ظل هذه الأجواء والظروف الصعبة التي تمر على الشعب العراقي أقيمت صلاة الجمعة الموحدة التي احتشد فيها ملايين العراقيين في بغداد بالذات ناهيك عن باقي المحافظات ملبين دعوة السيد الصدر في اكبر حشد شعبي خلال حكومية السوداني تذكر السوداني والإطار ألتنسيقي بقدرة التيار على تحشيد الملايين عندما يخل السوداني والاطارالتنسيقي بوعودهما وببرنامج الحكومة وبالذات الانتخابات المبكرة التي يعول عليها التيار الصدري كثيرا في العودة للساحة السياسية من جديد إذن الصلاة الموحدة هي تحذير للإطار ألتنسيقي وحكومته واختبار لتحشيد الملايين عندما تستدعى الظروف .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *