لارتحال‭ ‬القلب‭ ‬الى‭ ‬مدن‭ ‬الغربة‭ ‬شجون‭ ‬وفصول‭ ‬من‭ ‬انتظار‭ ‬غودو‭ ‬العرب‭ ‬،‭ ‬غودو‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يشبه‭ ‬مطلقا‭ ‬غودو‭ ‬صموئيل‭ ‬بيكيت‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬يشبه‭ ‬الاخير‭ ‬نوستالجيا‭ ‬العذاب‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬امده‭ ‬،‭ ‬بين‭ ‬حرب‭ ‬طاحنة‭ ‬وسلام‭ ‬قلق‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬عودة‭ ‬واهنة‭ ‬للعوامل‭ ‬،‭ ‬وبين‭ ‬انتظار‭ ‬لامل‭ ‬اخذ‭ ‬ينفد‭ ‬ويتهاوى‭ ‬امام‭ ‬واقعيات‭ ‬القسوة‭ ‬،‭ ‬وثوابت‭ ‬القهر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬المعاصر‭ ‬،

في‭ ‬الحالة‭ ‬العراقية‭ ‬وكما‭ ‬هي‭ ‬العادة‭ ‬هناك‭ ‬شاعري‭ ‬شجن‭ ‬يربك‭ ‬المشهد‭ ‬الانساني‭ ‬وعبر‭ ‬بوابة‭ ‬البصرة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬،‭ ‬البصرة‭ ‬التي‭ ‬انتظرت‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬التسعينات‭ ‬لتقول‭ ‬لهم‭ ‬بلغة‭ ‬المكمم‭ ‬الفم،‭ ‬انها‭ ‬لم‭ ‬تذهب‭ ‬الى‭ ‬خيمة‭ ‬صفوان‭ ‬الا‭ ‬مضطرة‭. ‬وقبلها‭ ‬لم‭ ‬تنحمل‭ ‬من‭ ‬طهران‭ ‬الا‭ ‬صواريخ‭ ‬الفتك‭ ‬والفناء‭ ‬مضطرة‭ ‬،‭ ‬والبصرة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تصلها‭ ‬رسائل‭ ‬الاخوة‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬هدايا‭ ‬المحبين‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬تجلت‭ ‬في‭ ‬جنونها‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬،‭ ‬لتجعل‭ ‬من‭ ‬ابنائها‭ ‬خلايا‭ ‬نحل‭ ‬تستقبل‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬بابتسامة‭ ‬وحلوى‭ ‬وطعام‭ ‬ودموع‭ ‬وجنون‭ ‬يمتد‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة‭ ‬زحف‭ ‬اليها‭ ‬الموصلي‭ ‬والانباري‭ ‬والبغدادي‭ ‬والكردي‭ ‬والآيزيدي‭ ‬والاشوري‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تقول‭ ‬تعالوا‭ ‬الي‭ ‬يا‭ ‬نخيل‭ ‬العراق،‭ ‬الحالة‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬تجسدت‭ ‬بالعزلة‭ ‬الاجبارية‭ ‬والتخويف‭ ‬الاعلامي‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العرب‭ ‬قبل‭ ‬الغرباء‭ ‬على‭ ‬بغداد‭ ‬والعراق‭ ‬بدأت‭ ‬تتهاوى‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬بدات‭ ‬تلك‭ ‬العزلة،‭ ‬والتي‭ ‬تمتد‭ ‬لخمس‭ ‬واربعين‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الاسى‭ ‬والحروب‭ ‬والحصار‭ ‬والهيمنة‭ ‬الاجنبية‭ ‬متعددة‭ ‬الهوايات‭ ‬،‭ ‬مصحوبة‭ ‬بخيانة‭ ‬البغض‭ ‬ومتاجرة‭ ‬البعض‭ ‬الاخر‭ ‬،‭ ‬اقول‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬بالانهيار‭ ‬وتم‭ ‬كسر‭ ‬حاجز‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬ارض‭ ‬ارض‭ ‬العراق‭ ‬مزارا‭ ‬وكعبة‭ ‬للقاء‭ ‬المحبين‭ ‬

العراق‭ ‬اليوم‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الكبت‭ ‬الجمعي‭ ‬والعزلة‭ ‬،‭ ‬عبر‭ ‬رئة‭ ‬البصرة،‭ ‬البصرة‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬كلا‭ ‬لكل‭ ‬انواع‭ ‬الحصارات‭ ‬والاطواق‭ ‬والزنازين‭ ‬والسجون‭ ‬وبطش‭ ‬الاعلام‭ ‬المريض‭ ‬والمهيض‭ ‬البصرة‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬الم‭ ‬العراقي‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬يبتسم‭ ‬باكيا‭ ‬امام‭ ‬خطوات‭ ‬القادمين‭ ‬ليحتفل‭ ‬وليظهر‭ ‬وبشئ‭ ‬من‭ ‬الطمأنينة‭ ‬الداخلية‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬مواطن‭ ‬عالمي‭ ‬ايضا‭ ‬،‭ ‬ومتواصل‭ ‬وباق‭ ‬ضمن‭ ‬قوائم‭ ‬وسلالم‭ ‬الابداع‭ ‬والتجليات‭ ‬،‭ ‬كبقية‭ ‬خلق‭ ‬الله،‭ ‬وهو‭ ‬يعد‭ ‬الطعام‭ ‬باكيا‭ ‬ومناديا‭ ‬لاخوة‭ ‬الدم‭ ‬والمصير‭ ‬واللغة‭ ‬والتاريخ‭ ‬الحالة‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬الدموع‭ ‬والمشاعر‭ ‬المركبة‭ ‬الدوافع‭ ‬والمصانع‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬وقفة‭ ‬كتاب‭ ‬وتجليات‭ ‬شعراء‭ ‬وبهجة‭ ‬موسيقيين‭ ‬،‭ ‬وصحوة‭ ‬ساسة‭ ‬وضميراعلاميين‭ ‬العراقي‭ ‬يابى‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬يقولها‭ ‬بشرف‭ ‬بالغ‭: ‬انا‭ ‬باق‭ ‬ومتجدد‭ ‬ومبدع‭ ‬وكوني‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لحق‭ ‬بي‭ ‬من‭ ‬دمار‭ ‬وخراب‭ ‬ودماء‭ ‬

العراقي‭ ‬يابى‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬واقعيا‭ ‬وناجز‭ ‬الحدوث‭ ‬مجسدا‭ ‬دورا‭ ‬كاملا‭ ‬الظهور‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الاحداث‭ ‬وحتى‭ ‬ختام‭ ‬الذروة‭ ‬وانزياح‭ ‬الظلام‭ ‬الى‭ ‬سراج‭ .‬

عباس‭ ‬الحسيني‭ ‬

اريزونا‭

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *