التعاطف العربي الشعبي والرسمي الذي تضامن مع العراق في استضافته لبطولة الخليج العربي (25) بضيافة محافظة البصرة، لم يكن وليد دراسة سياسية وعقد قمة عربية أو خليجية لوضع برنامج يساعد العراق على انجاز مهمته في تنظيم هذه البطولة، بل كان موقفاً شعبياً عفوياً منتظراً لدى الشعوب لا سيما الخليجية بالذات؛ فقد كانت هذه الشعوب تمني النفس في زيارة العراق، ليس من أجل مشاهدة مبارايات البطولة حسب، بل لكي يعرفوا حقيقة الوضع العراقي على الواقع، كونهم أشقاء أعزاء تجمعهم عوامل مشتركة كثيرة، تمثل لهم المصير العربي، فكانت هذه البطولة تمثل المناسبة التي يستكشفون من خلالها كيف يواجه الشعب العراقي محنته التي يمر بها وسط احتلال مقيت، في ظل كل هذه الأجواء الملبدة بارتباك سياسي فرضه واقع حالٍ لا مفر منه. فكانت البصرة سباقة في الاجابة عن حيرة الأشقاء، وتمثلت في ضيافة لم تكن في الحسبان، وكرم قل نظيره، بل لم يروا مثيلاً له في (24) مناسبة جمعتهم، (مع الودّ، لكل الدول التي استضافة البطولة)، بيد أن البصرة وشعب العراق كافة ضرب أروع الأمثلة في الجود العربي الأصيل، والرصانة في ضيافة الأشقاء. فالعراق ليس بحاجة إلى مال، وليس بحاجة إلى جاه، وليس بحاجة إلى حماية، وليس بحاجة إلى ثقافة، أمّا الكرم، فالعراق أولاً ثم يأتي الجود. فكان العراق بحاجة إلى تعاطف عربي لا سيما خليجي، كونه يمثل ثقلاً عربياً أخوياً، ولا نريد أن نقول سياسياً أو اقتصاداياً. مرة قال المفكر عزمي بشارة: عندما تدور عجلة الحياة سيقف العراق قوياً معافى، وسيهرول الآخرون إليه سراعاً. كون العراق غني بشعبه، وعلمائه، وحضارته، وتراثه، ومواقفه، وحداثته، وعلومه، وفنونه. فكانت هذه المناسبة خير دليل على استعادة العراق عافيته على أرض الواقع كما عاشها الجمهور العربي الخليجي وشاهد الحياة الحية فيها، وليس المضللة؛ وعاتب من خلالها وسائل الاعلام كافة، وأدانها لتقصيرها في نقل صور العراق وشعبه كما هي، وليس من خلال القنوات ووسائل الاعلام التي قصرت في واجبها تجاه بلدها وشعبها.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *