الكاتب عبد الله عباس

 

أكاد أجزم ‘ وأعتبر كلامي ليس ضمن صفة الاطلاق التي تظهر بين العراقيين في حالات الإنفعال ‘ أن الإدارة الأمريكية وأجهزتها الإستخباراتية والمعلوماتيه ‘ وبعد عدد من من السنوات من بقاء قواتها في العراق ‘ وصلت إلى قناعة أنها وبعد الاحتلال وبناء أكبر سفارة لها مزودة بكل المتطلبات لضمان مصالحها وبعد أن دمرت كل ركائز بناء الدولة العراقية ‘ وبعد ان رتبت الامور إستلام السلطة الى أيادي ‘ من الممكن يفكرون بكل شيء إلا إعادة اعمار العراق وتوحيد صفوف الشعب وبناء الديمقراطية الحقيقية و يداوي جراح العراقيين ‘ بل علموا علم اليقيين سيكون العراق (كما هو الان ) حاضنة للإرهاب الاعمى سيكون له الدور في تزويد الاخرين بالإرهابيين حيثما يتطلب الامر لتخريب اوسع في المنطقة ‘ ونرى الان ‘ أن السلطة في هذا البلد وبالأرقام وبالدلائل الملموسه غارقة في الفساد متعدد الجوانب بشكل غامض بحيث نسى العراقيين من اين تاتي اوجاعهم : من الارهاب ام من الفساد ؟ اوكأنهم يشعرون بوجود تحالف ستراتيجي غير مرئي بين الارهابين و الفاسدين (والفاسدين في السلطة ويتحدث عنهم الرسميين أكثر من حديث أعداء السلطة الحقيقين والوهميين عنهم !) واحدهم يغذي الثاني ! ونرى ان كل عمل واضح المعالم (عدى الكلام دعائي ) لصالح بناء العراق مؤجل بحجة محاربة الارهاب ‘ والعراقيين يتذكرون عندما ظهرت بوادر مصالحة وطنية حقيقية نهاية عام 2006 و بداية 2007 وتم محاصرة ظاهرة الارهاب وكاد أن ينتهي بشكل مفاجئ تحركت ايادي خفية وتدخلت وبسرعة قياسية لخلق انواع من المشاكل أدت الى عودة الفوضى ‘ ذلك لان الفاسدين شعروا ان الاستقرار الحقيقي فى البلد يعني غلق كل أبواب الفساد والنهب ‘ ومنذ تلك المرحلة نرى ان السلطة تعلق كل شيء ‘ نعم كل شيء على شماعة الإرهاب : إنتشار مخدرات ‘ خطف الاطفال ‘ بطالة الشباب ‘ عصابات اجرامية لسرقة وهتك اعراض الناس الابرياء ‘ وإنتشار الارهاب وها انتم ترون ان السلطة منهمكه في محاربتهم يميناَ ويساراً شمالاً وجنوباَ (ما عدى المنطقة الخضراء ..بدعة اكثر شهره من ناتج الاحتلال )… لذا كل شيء مؤجل الى ان يتم القضاء على الارهاب ! وللارهاب حواضن و تفنن في صناعتها ‘ يضعف هنا ‘ لتظهر بالقوة هناك ‘ والغريب في الامر كلما يتم التهديد بكشف المستور من الفساد وملفاته ‘ نسمع ونصبح ونمسي على إنفجارات في كل زواية من زواية البلد ‘ فالصورة الان في العراق و (رغم المحاولات الاعلامية اليائسة ) ‘ تؤكد انه لامجال غير الاعتراف بالحقيقة المرة جداً : العراقيون يعيشون ظلماً متعدد الاطراف والانواع (كتنوع تكوينه!) ومتوزع على كل الاتجاهات الحياتية ‘ ظلم يطال كرامتهم البشرية قبل المقدسات الالهية (وبعض اطراف السلطة احياناً يدعي تمثيلها على احسن وجه !)
ثراء تاريخي
ويتم نهب ثرواتها الوطنية قبل تراثهم التأريخي والديني المقدس ‘ وهناك جرائم (خارج كادر الارهاب ! كما يقولون) لايعلن عنها هنا ويتحدث عنها الاعلام العالمي (تقرير تفصيلي عن خطف الاطفال في كثير من مدن العراق في تايمز البريطانية ‘ بعضهم يعودون جثة هامدة والاخرين فاقدين احد اعضاء اجسامهم كأحد كلياتهم ) ‘ وتدخل قضاياهم الانسانية ظلمات صراعات الكتل المشاركة فيما يسمى بالعملية السياسية وتزين ذلك بالقضايا المذهبية طريقاَ لهتك تعددية الشعب بالقوة ‘ مع ان المواطن العراقي البسيط يعرف انه من الغباء اعتبار مايحدث في العراق له ايه علاقة بالصراع بين المذاهب والاعراق ‘ والكل يعرف ان الخط الوهمي بين الفاسدين محافظين على انفسهم في القصور المشيدة والاوباش الارهابيين خارج كل اسوار الاخلاق والدين يعرفون كيف اذا تحولت مناطق ذات الاكثرية للمذهب الفلاني الى الجحيم بسبب الارهاب ينفتح المجال امام المفسدين تحويل مناطق ذي الاكثرية المذهب الاخر الى جحيم المخدرات و خطف الاطفال وزيادة العدد العايشين في صرايف لايليق بأهل بلد صاحب اكبر احتياطي نفط وغاز …والكل يعرف ان هذا الواقع المر ناتج وكما قال احد السياسين المستقلين : ان البلد يمر بمرحلة فيها انتحال للذمة الوطنية ‘ بل نقول لاننا فقدنا ارادتنا الوطنية حتى اصبح لايعني هذه الارادة بعض من متربع على السلطة بعد المشاكل المعقدة خلقها المحتل خلقاَ بعد ان اضعف سنوات قبل الاحتلال ركائزالمهمة لهذه الارادة ‘ وبعد الاحتلال ولايزال يجرى عمل مبرمج ودقيق من قبل اكثر من طرف (وأكيد الادارة الامريكية في المقدمة) لسد اي طريق لاعادة الحياة للعراق لانهم بصراحة يعتبرون (لم يكن للعراق وجود وهو صنيعة انكليزية) انتهت صلاحيته وكأن (الولايات المتحدة الامريكية) وجميع دول العالم (الغربية على وجه الخصوص ) لها خريطة على الارض وكانوا موجودين (عدا العراق) منذ الخليقة …..!! ولله في خلقه شؤون !!
ومختصر مفيد نحن لسنا احراراً و ديمقراطيتـنا ليست سوى اسم ! .. فما معنى ان ننتخب ؟ كـل ما نفعل اننا نختار بين ناكر و نكير / /كما قال هيلين كيلر

ولايزرع الشرير الامريكى غير ناكر ونكير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *