الكاتب مثنى الجادرجي

 

 

منذ شروع المحادثات والتواصل بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين المجتمع الدولي، فإن مواقف الاول تميز دائما وبصورة ملفتة باللف والدوران والکذب والخداع والمراوغة وکان السعي يجري دائما بعکس مايعلن عنه، ولذلك فإن المجتمع الدولي لم يعد من السهل عليه أن يصدق مايصدر عن هذا النظام من تصريحات ومواقف ولاسيما بعد تجربتي الاتفاق الذي تم إبرامه هذا النظام مع وفد الترويکا الاوربية في عام 2004، والاتفاق النووي الذي تم إبرامه في عام 2015، مع مجموعة 5+1، حيث قام بنقضهما وإنتهاکهما وواصل مساعيه السرية من أجل إنتاج الاسلحة النووية.
محادثات فيينا التي صدرت تصريحات ومواقف مختلفة عنها من جانب وفد النظام والوفود الدولية، لايبدو لأي من المراقبين والمحللين السياسيين بأنها تسير في الطريق والاتجاه الصحيح ذلك إن النظام الايراني يصر وبصورة ملفتة للنظر على مواصلة مساعيه السرية المشبوهة إذ يظهر واضحا بعدم إستعداده للتخلي عن مساعيه السرية وإنه وفي الوقت الذي تتوجه فيه أنظار العالم إلى مفاوضات فيينا التي تجري ببطء شديد لإحياء الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية الأخرى، وتواجه الکثير من العراقيل وکلها من جانب النظام الايراني، فإن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني صرح وبصورة ملفتة للنظر بأنه لا يمكن أن يرتهن ما سماه “حق طهران القانوني” في مواصلة البحث والتطوير والحفاظ على القدرات النووية والإنجازات التي قال إنها “سلمية” بأي اتفاقية.
علي شمخاني الذي أضاف يوم السبت الماضي في تغريدات عبر تويتر، أنه لا يمكن أيضا تقييد ما وصفه بحق بلاده في الحفاظ على قدراتها النووية بأي اتفاق. علما بأن تصريح شمخاني هذا قد جاء بعد تصريحات أخرى تٶکد بصضورة وأخرى على تمسك النظام ببرنامجه النووي وعدم إستعداده للتخلي عنه ولعل أبرزها ماقد صرح به عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، حسين نوش آبادي، لوكالة أنباء “دیده بان إیران” إنه “إذا فشلت محادثات فيينا، فمن الممكن أن نرفع مستوى التخصيب”، لکن الذي يبدو واضحا وجليا إن تصريح شمخاني هذا کان الاکثر صدقا وصراحة من بين کل التصريحات والمواقف الصادرة عن القادة والمسٶولين في النظام الايرانيين، وهو يٶکد ويثبت مرة أخرى مصداقية ماکانت قد أکدت وتٶکد عليه زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، من إستحالة تخلي هذا النظام عن برنامجه النووي وعدم تمکن المحادثات معه من دفعه للتخلي عن مساعيه من أجل الحصول على الاسلحة الذرية، بل وحتى إن السيدة رجوي قد أکدت في واحد من أهم تصريحاتها بهذا الصدد مکن إن”نظام الملالي بدون أو إتفاق نووي سيواصل مساعيه من أجل إنتاج القنبلة النووية”، وهذا مايبدو إنه سيحدث مالم يتدارك المجتمع الدولي الموقف ويقوم بتغيير اسلوب وطريقة تعامله وتعاطيه مع النظام الايراني فيما يتعلق ببرنامجه النووي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *