أن ما للمدرسة للمدرسة و ما للمسجد للمسجد .

 

الكاتب نصير جبرين

 

علينا أن نميز بين غايات المدرسة وغايات المسجد و ذاك كي نتمكن من وضع اقدامنا على الطريق السليم لاعادة بناء ما تهدم من اﻷنسان و الجدران في مجتمعنا و بلدنا .

كثيرا ما فكرت بدرس(اﻷسلامية) الذي يُدرس في مدارسنا ، و أطلعت على جملة من اﻵراء حول ذلك ، معظمها كانت مختلفة من حيث الرفض أو القبول ، و لم أجد إلا فيما ندر رأيا عقلانيا علميا موضوعينا بهذا المجال .

فأنا ارى ان هذا الدرس قد تم بصياغة تؤهله ﻷن يكون من غايات المسجد و ليس من غايات المدرسة .و ربما كان السبب في ذلك طبيعة الوعي المنتشر و النظرة العامة السائدة لدى اﻷكثرية حول(الدين) و اهميته في حياة الناس ، و انسب الطرق للتعامل مع هذا الموضوع في اطار التنشئة اﻷجتماعية و العقائدية و اﻷخلاقية للأجيال الجديدة .

لكنني اصر ان ما للمدرسة للمدرسة و ما للمسجد للمسجد .

و لهذا اقترحت و اعيد اقتراحي هنا ان يكون لدينا درسا عنوانه(أديان) يدرس في مدارسنا يتضمن بشكل تسلسلي مواد و موضوعات تتعلق بتاريخية اﻷديان الحية الموجودة اليوم بين الشعوب ، و قيم و تعاليم و حكم و نصوص و اخلاقيات هذه اﻷديان المشتركة بين البشر التي تمثل جوهرها على الحقيقة ، و تدريس اﻷفكار التي تساعد و تشجع على الحوار ما بين هذه اﻷديان و اتباعها ، و ايجاد منظومة مشتركة لتكون اساسا لزرع قيم واجبة في نفوس و عقول و اخلاقيات النشء ؛ اساسها : الحوار و التفهم المشترك ﻷختلاف العقائد الروحية ، و التسامح ، و رفض اﻷختلاف المتعصب المفضي الى العنف و الفرقة … و غير ذلك من الموضوعات و اﻷفكار التي ترسخ النظرة السليمة في نفوس اﻷجيال حول اﻷديان و موقف و موقع الدين الذي تؤمن به كل فئة منهم .

لقد افتقدنا الوعي و التوجيه السليم في مجتمعنا ﻷسباب عدة و منها المسألة الدينية ، و علينا ان نفكر معا في افضل السبل ﻷعادة صياغة نظرتنا و علومنا حول هذه المسألة كي نصل الى نوع من اﻷستقرار و السلام و بناء اﻷنسان القادر على قيادة مهمات التغيير و البناء من أجل حياة مكللة بالعز و الكرامة و مفعمة بالحرية و الرفاه و اﻷمان ……..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *