ليلة العشاء الاخير لتوديع الأشقاء الذين رسموا صورة ذهنية راقية يتلألأ منها جبين اهالي البصرة الكرام ومنهم الشيخ اسعد العيداني شامخًا كشموخ نخيل شط العرب .. فالرجل لا تهمه الشكليات ، بقدر ما يهمه نجاح البصرة … البصرة .فهو بصراوي حد قطع الطرق المؤدية الى اي اخفاق متجاوزا كل العقبات ، ولا يجيد غير لغة النجاح ،متخطيا كل النظريات التأطيرية للاعلام وثقافة الصورة المسبوقة الرصد والبروتكولات ومنصات التتويج ليقف جانبا منتشيا بفرح الناس ، كل الناس من زاخو الى الفاو ، مكتشفا في اللحظة الزماكانية انه محافظا ليس فقط للبصرة بل محافظا وخادما لكل اهل العراق بل عابرا لحدود اهل الخليج العربي ( العربي ). شمكلي نادر التبجح لا ينتقص ادوار من عملوا باخلاص لهذا الانجاز الكبير . كل هذا وان الاخ محافظ البصرة لا يجاري كرم اصحاب الدخل المحدود المعرفين لديه حتى باسماء امهاتهم ، واكاد اجزم هم الذين اخجلوه عن الوقوف على منصات التتويج حتى مدارات عوزهم .وستبقى تداعيات هذا المونديال لازمة تاريخية وعلامة فارغة بصرية تتجاذبها قصائد الشعراء والحان الموسيقي واغاني الهيوة وهوهات البحارة وردات النسوة العاشقات وهن يلتقطن فردات الرطب الجني من يد فلاح بصري عانق اعذاق البرحي . ولولا مشاركة اهل قطر وحضورهم المميز في البصرة لقلنا خليجي 25 غطى على مونديال كاس العالم الاخير ، حكايات بصرية مذهلة ترددها الاجيال القادمة وسيحتفي كل من حضر البصرة بانه حضر البصرة يوما ما ، ولا اعني الحصول على كأس البطولة ، فالبطولة لها حكايات مجنونة اخرى يجيدها عشاق الكرة الذين فعلوا كل شيء من اجل الحضور الى البصرة التي اصبحت اكبر ملعب في العالم واذا قلت كان الحضور اكثر من ستة ملايين مشجع لكلا الفريقين اكون قد جانبت الحقيقة بالتفصيل الذي يشير بان سكان البصرة اكثر من اربعة ملايين نسمة والضيوف اكثر من مليوني شخص ، اما قصص الضيافة البصرية ليست لها حدود من مضايف الميسورين الى كرم صاحب عربة اللبلبي عند جانب كورنيش شط ألعرب . اقول قولي هذا والبصرة اصبحت اكبر فرصة استثمارية وعمرانية شخصتها بيانات رؤوس الاموال الذين حضروا ، لكني اخشى قد لا يأتي هؤلاء لانهم لا يستطيعون مجاراة كرم الباعة المتجولين وسكنة العشوائيات ، وكلمات العزوبية التي تناقلتها وسائل الاعلام من لسان امراة طاعنة بالضيافة والسن ، لكني اسجل على العراقين نادرة انهم كرموا بكل ما يمكن الجود به وفق اعراف الضيافة الاصيلة ، الا الكأس .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *