كان صديقي يوسف في الصف الاول الابتدائي هو عزائي الوحيد الذي يخفف عني وطأة الانتظار المقيت في ترقب دوري للجلوس على الرحلة الخشبية بمواجهة الست بهيجة لاداء الأمتحان الشفهي !! يعتمد نظام الامتحان الشفهي أسلوب استدعاء التلاميذ تباعاً وفقاً لتسلسل الحروف الأبجدية ولذا يكون نصيب إبراهيم وبان وحتى زهير من الفرصة التي يستمتعون بها حال انهائهم الشفهي أكبر بكثير مما يتاح لي انا المُقيَّد للرحلة بجريرة الميم !!

فهمت بعد حين بان القصد من الامتحان الشفهي لم يكن فقط للبحث عن اجابة لحاصل ضرب اربعة في خمسة أو قراءة الى متى يبقى البعير على التل او مقطعاً من أنشودة البلبل الفتان ،، بل كان المقصود هو أختبار وتنمية قابلية الأطفال في محادثة البالغين الكبار الذين تمثلهم الست بهيجة في تلك الدقائق القصيرة التي يستغرقها الاختبار الشفهي !! كان وما زال الانتظار يشكل لي عقبة أو حالة لا أجيد التعامل معها وخصوصا حين يكون الهدف من الانتظار لا يتعدى سوى قراءة جدول الضرب الخاص بالرقم 3 مثلا !! الامتحان الشفهي منحني الكثير من الجرأة والشجاعة الأدبية في مخاطبة الاخرين وفي ذات الوقت ولَّدَ عندي حالة أستعجال أمارسها في الامتحانات التحريرية وغيرها الكثير من مواقف الحياة ..

ومازالت صورة يوسف وهو يتضور مللاً بانتظار دوره للجلوس أمام ست بهيجة مصدر قلق وازعاج لي من حالة الانتظار مما جعل البعض يطلق علي لقب عباس المستعجل !!

أسعد الله اوقاتكم بالخير وجنبكم ضجر الانتظار وشرور الاستعجال !!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *