الميناء يضج بالوداع
السعال يتجمع كالذباب فوق المناديل
من فرط التوديع
وأنا أقف بلا وداع
أراقب حركة الموجة الوحيدة
التي ترسم الماء الغريب في نهايات البواخر الكسولة
الدخان المتصاعد من الأكواخ حزيناً،
يركض ذلك الطفل في دروب التلال البعيدة
يصرخ، يبكي، لكنه يضيع،
والصوت يرجع إليه وحيداً
الطفل بين التلال يبكي،
لا أحد يعرف مصير الدموع التي لا تستطيع النزول
لا أحد يعرف لغة الارتجاف حين يكون الجوع نشيداً
البنادق الصفر، والسيوف الخشبية،
في ساحة الحرب، الكل شهداء،
حتى الذي مات قبل الحرب،
لكن الأم تنتظر عودة ابنها الوحيد من غيرة شهادة الميلاد
أتذكر الميناء الحزين، وهو يودع الواقفين هناك،
والسعال يرسم فوق المناديل، ذبابة حزينة
والموجة الوحيدة لم تعد تتذكر البواخر الكسولة
الماء الغريب،
وحده الماء يتذكر شراع الموتى،
بعد موت التلال البعيدة
والطفل الوحيد لم يعد يصرخ
لأن الشمس تتكسر،
بينما الموت ينتظرها تغيب