❶
هكذا ينزلِق الموت هنا
في أعضائي
بدون مقدمات
يطل مِن عيون طابور الفشل الكلوي
ثم يفرغ مثانتَه
فوق رأسي
رغم اني في كل مرةٍ أخبِره
أنا لست بمرحاض
أنا شارعٌ قروي
عيون الحكومة لا تبصِر ما في قلبي
ولا جبالَ الجحيم التي نبتت فوق ظهور الفقراء
خيالات الساسةِ تحجب رؤيتَها
لذلك فأنا أعتمد على ذاتي
أصحو في مطلع الفجر
أمضمض فمي من نداءات البلاد
أغسل رأسي وعيني من الأحلام التي علقتْ بها
أنزع طبقةً من جِلدي أو عضوًا من أعضائي
كلما اشتد الألم
ثم آمرُه أن يذهب
عند الله
هؤلاء الطيبون الذين يصِلون رحِمَهم
حين يأتون
يكشف الله لهم الحجابَ
فيبصِرون
جنّتَهم المفقودةَ
رغم أني ما زلت أحتفظ
ببعضٍ من أعضائي
أذكر آخر مرةٍ أردت أن أرتاح
انتزعتُ ما بين ضلوعي
طوّحته بكل ما أوتيتُ من وجع
لكنه عند منتصف الليل عاد
وجلس على مقربةٍ من حلم
سوف أتركه وحيدًا
وسوف يقطعه البرد.
❷
على باب الذل وجمر الانكسار مُلقىً أنا يا رب، بلا اسمٍ، كأي مهمّشٍ لا يجيد النفخَ في المزامير، أكتمُ أنفاسي فأغرِق خطاهم في بحور من السلام، على ظهري أحمل أقدامَهم فيصعدون، نفَسُ الصدقِ ينبت لي أجنحةً صغيرة تكفيني لأصّاعد نحو السماءِ، نظرةٌ تهوي بي لسابعِ أرض، بي رغبةٌ شديدة يا رب أن أجتث أشجارَ الظلام وأنفخ فيها فيخرج مِن قلبها لحنٌ سماوي بلا (اسم).
كأي مهمّشٍ عاطل، لا أحدَ يشيرُ إليَّ يا رب
لم تبصِرنى عيونُ الحكومةِ
لن يزورَنى مسؤولٌ كبير
لتقِفَ الدنيا وتقعد
وهي تلوّح بشارات الانتعاشِ الاقتصادي
مثل بلياتشو
غاطس يا رب في وجعي من آلاف السنين، وأنت لطيفٌ وكريم، وتقول للشيء كن فيكون، لماذا لا تأمر الظلماتِ أن تفصِح عن قلبي ليخطف الأبصار طغياني البديع، كأي شيء
كأي مهمشٍ عاطلٍ، غارق في اليأس يا رب، لن أحدّثك عن الفساد الذي يركض في العظم وفي العروق؛ فأنت تعلم ما في جوف الأرض وما تخفي الصدور، وأنا مؤمِن لا آكل لحم الموتي، ولكني مهمّش عاطل، غارق في اليأس، لا أجيد النفخ في المزامير، ممتلئ بحممٍ وجحيم
فلماذا لم تخلقني يا رب بركانًا
وخلقتني كشارعٍ قروي؟!
……….