لا زلنا نعيش اجواء عرس كروي وليلة صاخبة تكللت بنصر عراقي غاب عن بيوتنا لسنوات ، وحلم اصبح حقيقة.. فرحة لم تكن بالحسابات خصوصا لاهالي مدينة البصرة ، هذه المدينة التي ينتمي اهلوها الى مدرسة الجود والكرم وبيت حاتم الطائي. توجهت انظار العالم الخليجي باكمله خلال الايام الماضية نحو هذه المدينة التي كانت نسيا منسيا عند اصحاب الشأن هنا، وباتت بين ليلة وضحاها مزارا للبيت السياسي العراقي باكمله ، بين وزير ورئيس ونائب ومسؤول الكل يتنافس للحصول على مقعد الـ vip مقعد الشخصيات الرفيعة ولا يدركون انها قصيدة السياب النائمة بين حربين والف نهر .ولاكثر من عشرين عاما تستصرخ هذه المدينة وتنوح على امل من يسأل عنها وعن مصائب اهل بيتها الذين يجودون بكرمهم على العراق باكمله من الشمال الى الجنوب وينامون ببطون خاوية وامراض اكلت اجسادهم ، اليوم عادت البصرة لتكون حديثا للعراق ، وساحات المستطيل الاخضر التي جمعت فرق الخليج الثمانية كانت وطنا لهم وليست ملاعبا

لكن كل ذلك اصبح ذكرى بقيت عند نفوس البصريين اجمل منها في الواقع الذي عاد الى سابق عهده. محالهم خالية من الضيوف ، شوارعهم قاسية ، لم تعد حديثا يطرب الاسماع بعد ان غادرها المحبون، وغابت عنها الخطط الاستراتيجية بعد ان ابتعد عنها المسؤولون فلا شئ اقسى عند اهل البصرة من ذكرى وفرحة لم تكتمل ، ولكنها في كل الاحوال ستصبح شكلا من اشكال الخلود .

فالفرق الخليجية التي زارت البصرة لم تعلم انها توضأت بمياه دجلة وصلت على ضفاف شط العرب.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *