الكاتب رائد عمر

 

قد يهزأ البعض من العنوان اعلاه , وقد ترتسمُ ابتسامةٌ ساخرة على شفاه البعض الآخر ازاء ذلك ايضاً , والحقُّ معظم الحقّ ! مع اولئك وهؤلاء , فما الذي لا يُحيّر في هذه الدولة التي تزرع وتنقش الحيرة في رؤى وانُفس مواطني هذه البلاد , وسيّما انّها تجذّرت وترسّخت طَوال هذه السنين الطِوال , والمسألة لم تعُد تأقلماً وادماناً من الجمهور على كلّ ما يُحيّر , ولم تقف هذه الحيرة عند حدّها كحقائقٍ ثابتةٍ لا ينبغي التحيّر منها , فإنَّ لها قابلية النموّ والتكاثر ويكاد لا يمرّ يومٌ إّلاّ تُضاف وتزداد الحيرةَ فوق الحيرة .!

وإذ نبتعد هنا عن قضايا الإغتيالات و ” الرّمانات ” التي يجرى القاؤها على مُنْ يرادُ استهدافه سياسياً او انتخابياً , ولا شأنَ لنا بالعنف حتى لو كانَ اشدَّ عنفاً .

فوسْطَ الضجّة الأمميّة المضاعَفة لتطورات الكوفيد ومضاعفاته , والتي طالت واصابت مؤخراً جلالة الملك الإسباني ” فيليبي ” , وتعرّضت ملكة الدانمارك الست ” مارغريت ” لمتحوّر الأوميكرون , بالإضافة الى اصابة الرئيس التركي اردوغان وزوجته السيدة ” امينة ” بذات المتحوّر , < ولعلّ مسارات الكوفيد الجديد بدأت تنطلق من القمّة الى الأدنى ممّا يضاعف سرعة الهبوط والإنحدار > .! , لكنّه في بغداد ” قلعة الأسودِ ” فإنّ الوحدات او الفرق المخصصة لإعطاء الجرعة الثالثة من اللقاح او اي جرعةٍ سابقةٍ من اللقاح , فإنّ دوامهم ينتهي عند الساعة الثانية عشر ظهراً ! خلافاً لكلّ موظفي دوائر ومؤسسات العراق , كما أنّ الأمكنة المخصصة لهذه الفِرَق في عدد من المستشفيات , قد جرى تحديدها او نصبها داخل ” حاويات – Container ” صغيرة وخارج المبنى الرئيسي لتلكم المستشفيات , فماذا يمكن تفسير ذلك , بدلاً من جعل دوام هذه الفرق نهاراً ومساءاً , وهكذا يجري استقبال الأوميكرون من دون اسلحةٍ دفاعيةٍ او مضادّات .!

ثُمَّ ايضاً , وكيما نحتار اكثر او لا نحتار , فحيث نشهد بنحوٍ يوميّ نشاطاتٍ مكثّفة ” وغير مألوفة من قبل ” لأجهزة الأمن المختلفة في اعتقال اعدادٍ من تجّار المخدّرات ” من الوزن الثقيل ” , بالإضافة الى سرعة القاء القبض على ارهابيين ” رفيعي المستوى ! ” ومع كليهما المبرزات الجرميّة من مادة ” الكبتاغون والكريستال الشديدة الخطورة , وكذلك ادوات المتفجرات والأحزمة الناسفة ومشتقاتها وفق ما تعرضه الصور والفيديوهات التي تنشرها الأجهزة الأمنية على شاشات التلفزة , لكنّ ما يجعل الجماهير تقف حيرى او حيارى , أن يجري تغطية او تمويه صور اولئك المجرمين عبر التضليل الصوري او الضوئي وعدم عرض وجوههم بوضوحٍ متعمّد , لماذا ومئة الفِ لماذا ولماذا .؟ ! , وخصوصاً انّهم يعترفون بالصوت والصورة أمام الكاميرا بجرائمهم , وبجانبهم هذه المبرزات الجرمية ” مخدّرات واسلحة ” وهذا ما لايتعارض مع القضاء , وهنالك مقولة في القضاء مفادها < الإعتراف سيّد الأدلّة > .

لماذا اخرى عن هذه التغطية ” غير الإعلامية ! ” للوجوه , وهذا التستّر الفاقد للمسوغات والمبررات .!

ويسألونك عن الحيرةِ ومدياتِ حدودها .!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *