نحن جميعا نحمل في اعماقنا ثمة عواطف ؛ ولكن أية عواطف هذه التي تفعل مفعولها وأثرها ! إنها العواطف الحقيقية الصادقة التي لا تقتلها المسافات ؛ العواطف التي تعبر عن مشاعر وأحاسيس نحو الآخر سواء كان قريبا أو بعيدا ؛ فإن كان قريبا فإنك تراه وتتحدث معه كلما التقيته ؛ أما إن كان بعيدا وتفصلك عنه مسافات شاسعة فإنك تشتاق اليه وتود رؤيته ومحادثته لاسيما بعد أن غاب عنك منذ أمد بعيد ؛ أجل لقد بلغ الشوق بك مبلغه ازاء أقرب الناس إليك حبيبا أو صديقا ..إنك لا يمكن أن تنساه مهما طالت المسافة ومهما مرت الأعوام بل إن اللهفة إليه تزداد ..هي ذي العاطفة الحقيقية التي تعطي القيمة الحقيقية للوفاء . أما من ينساك لمجرد أن ابتعدت عنه وفصلتك عنه أية مسافة فهو لا يستحق أن يكون لك حبيبا أو صديقا ؛ وهو قد خلا قلبه من كل عاطفة بل أنكر هذه العلاقة التي كانت تربطك معه وجحد بها . فما أجمل من علاقة تظل على ثباتها رغم الفواصل والمسافات ! ما اعظمها واروعها وانت تقلب الذكريات بين حين وحين لمن ترك في قلبك أثرا لا يمكن أن ينسى ؛ وها انت قابلته بالوفاء لعرى علاقة الأيام التي ربطتكما معا . .وها انت تبعث له بالرسائل تلو الرسائل لتتقصى اخباره وتطمئن عليه . فطوبى للقلوب التي تحمل في طياتها النقاء والخير والجمال .