كغيرها من المستلزمات والأشياء التي يستخدمها الأنسان في حياته اليومية فقد مرَّت الملابس بمراحل متعددة وتغير شكلها عبر التاريخ بدءاً من ورقة التوت التي يمكن اعتبارها أول قطعة ملابس عرفها الانسان مرورا بجلود وفراء الحيوانات وصولاً الى ما نقتنيه اليوم من قطع ملابس مختلفة الالوان والأشكال تتلائم مع الظروف الجوية المتفاوتة لفصول السنة وتتماشى مع المناسبات الخاصة التي تتطلب منا إرتداء ما يعرف بالزي الرسمي أحيانا أو قطع الملابس التي نرتديها يوميا والتي تتماشى وطبيعة نشاطاتنا واعمالنا اليومية ..
يبدو بأن البنطلون الجينز الذي تم تصنيعه من نسيج قوي يلائم احتياجات عمال المناجم والتعدين في أواسط القرن التاسع عشر قد حقق نجاحا واسعا في اكثر بلدان العالم على اختلاف ثقافاتها وعاداتها وتراثها وأزيائها التقليدية حتى أصبح السروال الأكثر انتشارا في مشارق الأرض ومغاربها !!
وقد نجح الجينز الأزرق في كسر الحاجز مابين الملابس الرجالية والنسائية ولم يعد من السهل التفريق بينهما !!
شهد جيلنا والأجيال التي عاشت جزء من القرن الماضي الكثير من التحولات المتسارعة على مختلف الأصعدة والمجالات ، ولم تكن الملابس بمعزل عن هذه التحولات وهذا أمر طبيعي ويرتبط بما يعرف بالمودة التي دائما ما تضيف نوعا من التجديد والتغير للمشهد الحياتي باستمرار ، وأصبح من الواضح بأن المودة تعيد نفسها بين فترة وأخرى كما في حالات عودة الملابس الكلاسيكية القديمة الى واجهة الأزياء مرة اخرى أو ظهور السروال المعروف بالچارلس مرة اخرى بعد أكثر من نصف قرن من ظهوره الأول !!
أنتشار مودة الجينز الممزق تثير عندي نوعا من القلق المشروع ! حيث أننا نشهد حاليا مرحلة مسخ هوية سروال عمال المناجم ذي النسيج القوي وذلك من خلال انتشار الفتحات والشقوق على السروال قبل ارتداءه أو استعماله
واخشى اننا بتنا على أعتاب مرحلة الغاء الأزرار والسحاب منه وعودة الى أوراق التوت على انها كانت في يوم ما هي المودة !!