من الاهمية ان نتجرد ونحن نتحدث عن الفنان الكبير كاظم الساهر الذي ولد وترعرع في العراق ولم ينكر يوما فضل بغداد عليه بل كان جريئا صريحا مثل كل الكبار عن الظروف القاسية التي خلقت منه فنانا متميزا وكيف استطاع ان ينفذ منها نحو افاق العالمية حاملا معه فنه ومعاناته وان يفرض موهبته ملحنا ومطربا بين مئات المطربين. حينما اجتاز وحيدا مفترق طرق وعرة مزروعة بالالغام اقل ما فيها الحسد ومحاربة النجاح ! والعين التي لا تحب الارجح منها.
ورغم ذلك استطاع وبصبر عجيب ان يقدم من مطبخه الفني ألذ الالحان ، ويعرف من تابع رحلته القيمة كم كان حريصا ان يذكر العراق بل وفي اغلب حفلاته يترنم باغنيته الشهيرة (بغداد) التي كتبها الصديق الشاعر كريم العراقي.
يذكرنا الساهر بعبد الحليم حافظ الذي عانى كثيرا وحورب كثيرا حينما ترجم محبته لمصر ولم ينس قريته الفقيرة التي لولاه لما عرف احد قرية الزهايرة في الزقازيق، كذلك لولا السياب لم عرف جيكور وها هو كاظم يذكر وبفخر بمدينة الحرية احدى محلات بغداد المنسية .
ولا ابالغ ان قلت ان الجيل العربي الجديد ماعرفوا الفن العراقي لولا اسم كاظم الساهر. الذي قدم لهم المقام والبستة العراقية وشعرا عراقيا كي ينتشر الشعر العراقي مثلما انتشر الشاعر نزار قباني بقصائده التي لحنها وغناها اشهر الفنانين العرب كذلك ما قدمه الساهر لحنا وشعرا بعد ان عبر المحلية وشنف اذان الجمهور العربي بقصائد الشعراء العراقين والعرب.
لا تظلموا كاظم الساهر الذي لم يستطع حضور مجلس وفاة عزيزته امه التي يحبها بجنون، فللرجل ظروفه واسبابه. يكفينا ان الساهر سفيرا عراقيا كبيرا محبا لوطنه وجمهوره.
اهمس في اذن ابو وسام ان يزور العراق ويقيم حفلة في ملعب الشعب وهو يعرف قلوب العراقيون البيضاء…… وغلطة الشاطر بالف!