الكاتب نصير جبرين

 

 

ما الذي جرى

حتى بتنا نريد عراقيين حقا لعراقنا الحبيب !المستوطنون في العراق بأخلاقهم و انتماءاتهم و سيطرتهم على كل شيء في العراق صاروا أكثر من العراقيين .

اي الم هذا تنطق به الحروف نعم العراق بحاجة الى عراقيين ليكونوا شعبا له جديرين بذلك التاريخ اﻷشم الذي مازال ماكثا بين حنايا الضلوع و تراب جبهات المؤمنين حين السجود . بحاجة الى ذلك اﻷنسان الذي اذا ما نودي في الملمات لم يتوان و لم يكسل و لم يتبلد . ذلك اﻷنسان الذي يكرم الضيف و يأوي الغريب و يطعم المسكين و لو كان به خصاصة الى مستودع العفة و النبل و الطهارة و بذل الذات اﻷبية في الحادثات . الذي توحدت في مقلته رؤية الدرهم و الدينار و اﻷلف ﻻ يسأل كم عددها بل يسأل ما مصدرها أهي ( حرام ام حلال ) . الى النخوة التي امتدت آﻻف السنين الماضية و ﻻ يعرف حتى اﻵن سر بقائها راسخة في النفوس . العراق بحاجة الى عراقيين ممن يحمل في ذاته ميزانا فكريا للحق و الحقيقة و الحقوق . و يسكن في ذاته ضمير نقي ينير له درب اﻷخلاق الفاضلة و يجعله يميز ما بين الغث و السمين في سلوك اﻵخرين . الثائر المتمرد على كل ما ينال من انسانيته ليحيله الى عبد مطواع خنوع . الثابت على المبادئ حتى اذا جاع عنده رضيع . القوال لكلمة الحق في حضرة سلاطين الجور و الرذيلة .الحافظ لوحدة الدين و الوطن و الوطنية و العقيدة و الجهاد .

العراقي الذي ﻻ يرفع السلاح بوجه اخيه العراقي مثلما ﻻ يرفع عينيه بوجه اخته العراقية .العراقي من شم اﻷنوف الذين يتحسسون من الخيانة و اهلها عبر الحدود و التاريخ و النفوس المريضة التي حسبت خطأ عليه ، بل جورا و عدوانا عليه .

نعم ان العراق بحاجة الى عراقيين ، فهل من مناصر ؟ نحن لا نحتاج الى الاستيراد بقدر ما نحن بحاجة الى طرد الذين استوردناهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *