مع استضافة بغداد المرتقبة الموتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي للفترة من 23 – 26 شباط ، يكون العراق قد ارتقى بالعمل العربي المشترك من الاطار الدبلوماسي ، الى الدبلوماسية النيابية الشعبية التي تعبر عن تطلعات الشارع العربي ورغباته ، واحتياجاته من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي .

وتمثل قمة بغداد العربية النيابية التي تعقد برعاية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ، الذي تسنم رئاسة الاتحاد البرلماني العربي ، فرصة مهمة وكبيرة يتبلور من خلالها الدور الريادي للبرلمان العراقي ، وما تتمتع به رئاسته من سمات قيادية تملك مفاتيح النجاح لصوغ معادلة سياسية تجمع الزعامات النيابية العربية ، لتعزيز العمل العربي البرلماني المشترك ونقله إلى آفاق واسعة خاصة ان بغداد شهدت خلال الفترة الماضية حراكا دبلوماسية ، على عدة مسارات ونجاحات كان ابرزها تنظيم كاس خليجي 25 الذي رسخ علاقات الاخوة بين العراقيين واشقاءهم الخليجيين ، بعد طول غياب .

وقبل جائحة كورونا احتضنت بغداد في 2019 قمة رفيعة المستوى دعا لها انذاك الحلبوسي وجمع فيها رؤساء برلمانات دول جوار العراق ، في ظروف سياسية عصيبة على وقع الخلافات الاقليمية بين الدول المشاركة ، لكن الاصرار العراقي على جمع الافرقاء على طاولة حوار واحدة ، كان له الاثر الاكبر في نجاح تلك القمة التي نأمل ان تتكرر مجددا وتتبلور مستقبلا من خلال متابعة المعنيين ، على هيئة تشكيل اقليمي يضم رؤساء برلمانات دول الجوار ويكون له مقر دائم ويعقد اجتماعاته دوريا لمواجهة ازمات المنطقة والتقريب بين ممثليهم وتسريع وتيرة العمل المشترك .

إن العراق يقع في قلب المعادلات الاقليمية والازمات سواء الامنية او السياسية او الاقتصادية والظروف المحيطة بها ، وبالتالي فان اتساع الهوة بين شعوب المنطقة سيضع الجميع في مأزق كبير وحقيقي بينما التنسيق والتعاون المشترك ، خاصة في مجال التشريعات وتفعيل القوانين العربية لمواجهات التحديات سيكون له اثر بالغ الاهمية في تحسين فرص التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والاجتماعي ، وحل المشاكل والازمات الامنية التي تواجه العديد من الدول .

وستوفر الحركة الديناميكية التي تتميز بها القيادة الشابة للبرلمان العراقي نمطا جديدا لتعزيز السياسات العربية وتوسيع الشراكات والتنسيق بين رؤساء البرلمانات العربية تحت مظلة العمل العربي النيابي المشترك ، فالدبلوماسية البرلمانية التي يضعها الرئيس الحلبوسي كاداة مهمة ومفصلية ، في برنامج عمله تمثل فرصة لتحقيق الاهداف الاستراتيجية ، في اقامة علاقات تتناسق مع حاجات وتطلعات الشعب العراقي وعلاقاته مع اشقاءه العرب .

ان بغداد تستضيف رؤساء البرلمانات العربية في الموتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي ، تدرك جيدا ان الدول العربية التي سيمثلها قادة برلماناتها تملك مقومات النجاح والتقدم ، التي تعزز سبل التكامل المشترك والتي اذا ما تم استغلال الفرص المتاحة فانها ستحقق نهضه عربية شاملة ، الى جانب ترسيخ ثقل العراق العربي والدولي .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *