كم هو مسكين جمهورنا الرياضي المحب والعاشق لكرة القدم وهو متشوق لحضور مباراة مهمة بالدوري الممتاز وتعد قمة لقاءات الجولة الـ14 والتي جمعت الزوراء والقوة الجوية على ملعب الشعب الدولي مساء الثلاثاء، لان المباراة لم تكن بمستوى الطموح ولن تصل الى الحد الادنى من المقبولية وغلب عليها طابع الحماس من قبل بعض لاعبي الفريقين ، لكنهم لم ينجحوا في هز الشباك واثارة مشاعر الجماهير الكبيرة المتواجدة في المدرجات.
هنا اسأل كيف نقيم المستوى الفني لباقي اندية الدوري الممتاز اذا كان المستوى الفني لمباراة متصدر الدوري القوة الجوية ومضيفه عميد الاندية العراقية الزوراء بلا طعم وممل لان الاهداف كانت غائبة.
ان الجماهير التي حضرت الى الملعب اصيبت بالملل وغادرت بعدها مدرجات الملاعب وهي آسفة على اضاعة ساعات من يومها من اجل الحضور المبكر لملعب الشعب الدولي وسط زحامات الشوارع ، وتندب حظها العاثر لاضاعة ساعات اخرى للخروج من هذه الورطة الرياضية بعد انتهاء المباراة وبلا اثارة او متعة او فائدة كانوا ينتظروها من الفريقين.
وفي المقابل يبدو ان مباريات الدوري الممتاز لن تثير فضول مدرب منتخبنا الوطني الاسباني كاساس ولن تقدم له اشياء جديدة او اطباق كروية شهية بنكهة عراقية لاسيما بعد انتهاء عرس الخليج بفوز عراقي جعل الحماس يدب فيه بشكل كبير على امل ان يجد ضالته في باقي مباريات الدوري .
ويبدو انه أشر خللاً كبيراً في منظومة الاندية والخطط التدريبية التي أكل عليها الدهر وشرب ، وقد تضطر كاساس للذهاب من اجل اكل طبق السمك المسكوف العراقي اللذيذ والذي بات يفضله اكثر بدلا من الذهاب الى مشاهدة مباريات لن تلبي طموحه وطموح القائمين على كرة القدم العراقية.
كان من المفترض ان نشاهد حالة من الاستقرار والتطور الفني على اداء انديتنا ولاعبينا بعد التوقف الذي استمر قرابة الشهر بسبب تنظيم خليجي (25) بالبصرة ، لكن الحقيقية مرة وهي ان انديتنا تعيش مرحلة غير مستقرة وكذلك تراجع بالمستوى الفني نتيجة عدم اهتمام اللاعب بصحته وبتطوير مستواه او المحافظة على لياقته التي تسهم بلا شك في تقديم مستوى يليق به وبمبلغ العقد الكبير الذي يتقاضاه من ادارة ناديه.
ان على ادارات الاندية وضع شروط بعقود اللاعبين تتضمن غرامات مالية في حالة تراجع الاداء الفني من خلال دقائق اللعب الحقيقية بالمباريات والتي تستطيع الملاكات التدريبية قياسها لان اداء الاندية في تراجع وبعيد عن المنافسة في البطولات العربية والآسيوية .
ان مدرب المنتخب الوطني كاساس كان حريصا على متابعة مباريات الدوري من خلال الملعب وليس من شاشات التلفاز ، لكن تدفق الجمهور بشكل غير الحضاري ادى الى منعه من الدخول الى ملعب الشعب وحضور مباراة الزوراء والقوة الجوية بعد ان بقي ينتظر لوقت طويل على بوابة الملعب ، واصابه الملل والاحباط بامكانية الوصول الى مقصورة الملعب ليغادر دون ان يتمكن من الدخول.
ولا نعرف متى تنتهي هذه المعضلة المتمثلة بحضور الجمهور باعداد كبيرة بالرغم بانهم يعلمون ان سعة ملعب الشعب لن تتجاوز الـ35 الف متفرج ، ومع كل التحذيرات فانهم يحضرون ضاربين عرض الحائط كل التعليمات او الارشادات التي تؤكد ضرورة الدخول الى الملعب لحاملي التذاكر فقط من اجل المحافظة على سلامتهم.
ولن تنتهي هذه المعضلة الا من خلال توعية الجماهير بشكل مستمر ، وجعل تذكرة المباراة بالعدد الحقيقي لسعة الملعب وعدم امكانية تزويرها ، وكذلك ترقيم كراسي الملعب ، وان يتم التعاقد مع شركة عالمية لعمل بوابات الكترونية للدخول الى الملاعب ولا تفتح الا لحامل التذكرة الحقيقية.