بين فترة زمنية واخرى يبرز رأي هنا او هناك يدعو الى اقامة مؤتمر عام للرياضة لاصلاح حال رياضة العراق .. إدارات الاندية والاتحادات الرياضية ، و وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ، جهات متهمة ب(عدم) اداء واجباتها الرئيسة .. رياضيو الاندية يعانون من فقر البرامج التدريبية ، وقلة الحوافز والاتحادات سقف طموحاتها واطىء وبرامجها غير مثمرة ، فضلا عن انها بعيدة عن أعين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية .. هل سيكون بوسع مؤتمر الرياضة المزمع عقده في وقت لاحق من هذا الشهر معالجة الثغرات الواضحة جداً في عمل الوزارة والاولمبية والاندية والاتحادات.. على الارجح ، كلا .. رياضة العراق تعيش حالة من الفوضى .. وهنا يشير الخبير الرياضي محمد هادي، عضو الهيئة الإدارية لنادي الصناعة الرياضي لوسيلة اعلام محلية الى ان الرياضة العراقية تراجعتْ خلال السنين السابقة وما تزال، ووصف عدد من الاندية الرياضية بـ “الدكاكين” ، وبرغم محاولات الاصلاحيين في وضع فلسفة جديدة لها لتكون قواعدها سليمة في الرياضة إلا أن هذه الجهود ضاعت وانتشرت الحالات السلبيّة أكثر من تأثيرها الإيجابي، وبالتالي يؤكد (الخبير الرياضي محمد هادي) انتقل وصفنا الى الاتحادات الرياضيّة التي تمثّل مستوى الإنجاز العالي، وأصبحت بالفعل ” دكاكين ” ولكن بحجم أكبر من الأندية، يقودها أشخاص مُتكالبين خلف الشبابيك، يبحثون عن أموال وعن مناهج وبطولات وهميّة ، وليس لدى الاتحادات خطوة أولمبيّة واحدة صحيحة للأمام .. هذا راي خبير متمرس على تماس مباشر بتفاصيل كثيرة في الوسط الرياضي ويصف نشاطات الاتحادات بالوهمية ، ولا اعتقد ان هناك مدرب او رياضي متضرر من طريقة ادارة عدد من الاندية والاتحادات لعملها ، سيختلف مع ما ذهب اليه الخبير الرياضي محمد هادي ، ولكن ما جدوى صرخة هذا الخبير الذي يتكىء على خبرة ادارية ميدانية متميزة .. اخطاء الاندية والاتحادات ستستمر وستمر على الوزارة و الاولمبية مرور الكرام كما مرت في العقود الماضية ، لسبب واضح جداً ، وهو ان الوزارة والاولمبية لا تملكان كوادر خبيرة و محترفة في تقويم ( البرامج ) الادارية والتدريبية ، وبالتالي فلا أهمية فنية لمتابعة الوزارة أو الاولمبية لعمل الاندية والاتحادات ، والفراغ الانجازي سيستمر الى أجل غير محدد .
لست ضد اي مؤتمر او تجمع يلتئم لصالح الرياضي العراقي ولكن التساؤل المُلح هو ، ماذا حققت المؤتمرات السابقة التي انعقدت في العقدين الاخرين ، واين توصيات تلك المؤتمرات من التطبيق .. لا ضير من مؤتمر جديد لاصلاح حال رياضة العراق ، ولكن بآليات فاعلة تنتصر للرياضي المبدع والمدرب المجدد ، والاداري الحريص .. و ماهو مؤكد ان القائمين على مؤتمر الرياضة على علم تام بخطورة الدور الذي يؤديه عدد كبير من الاداريين غير المحترفين في الاندية والاتحادات ، في تعطيل العمل الرياضي ، فهل تساهم توصيات مؤتمر الرياضة القادم في تحجيم دور هؤلاء الاداريين الطارئين على العمل الرياضي ، او تغييبهم نهائياً عن الوسط الرياضي .. نتطلع الى ذلك .