كانت الرياضة وما زالت مجالاً رحباً للتنافس الشريف والوصول لافضل الانجازات ولزرع الروح الايجابية والبسمة على وجوه المشجعين والمتابعين لها .
الفائز يفرح والخاسر يصفق له ، بالرغم من ان البعض يشعر بمرارة الخسارة والهزيمة في بعض المرات ، لكن الجميع كان يتقبلها ويسعى لتجاوزها بالمرات المقبلة وبروح رياضية عالية.
في العراق وخلال السنوات الـ20 الماضية بدأت الروح الرياضية تتناقص وتختفي شيئاً فشيئاً وحضرت بدلاً عنها لغات جديدة ومختلفة للتفاهم اغلبها يحمل طابع العنف غير المبرر .
واسهم ابتعاد النخب الرياضية والاكاديمية المتميزة وبعض الشخصيات المسالمة الى اختفاء الروح الرياضية وتفشي بعض الظواهر السلبية والتي من خلالها توغلت وانتشرت مجاميع وجماعات مسلحة مدعومة من الاحزاب والجهات المتنفذة او التيارات الدينية المختلفة والتي يدعي اصحابها ويتفاخرون بانهم يقودون الوسط الرياضي ويستخدمون اساليب التهديد والوعيد لمن يقف او يعترض على عملهم او يحاول ان يناقشهم وينافسهم حتى وان كانت المعارضة بالطرق القانونية المشروعة.
لا اعرف من المسؤول عن موت الروح الرياضية وعن اللذي حصل وعلى من القي اللوم واوجه له الاسئلة لماذا ولماذا ولماذا؟
الرياضة وكرة القدم اللعبة الشعبية التي جعلت العراقيين يعيشون اجمل الايام بعد الفوز بكاس اسيا 2007 ? واسهمت بزرع البسمة على وجوه الجميع والكل كان متفائل بان مستقبل رياضتنا سيكون افضل بعد ان حققنا فوزا اعجازيا وبظروف قاهرة ، وللاسف لم تستغل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم ذلك الانجاز لتؤسس رياضية وفق اسس حديثة بل ان الجميع تسابقوا على اظهار عضلاتهم وانهم كانوا المساهمين في تحقيقه وتركوا الفرصة الذهبية تفلت من بين ايدهم.
وتكرر المشهد المفرح بعد الفوز بخليجي (25) بالبصرة وعندها ظهر المسوؤل العراقي من جديد وكانه يحب الرياضة وبدأ يكرم الابطال ، وانهالت عليهم الهدايا من كل حدب وصوب ، ولكن بعدها عاد مسلسل غياب الروح الرياضية للظهور ومعه ظهرت لغة الاستيلاء على المناصب والكراسي ودخول الفاسدين اليها وكذلك اسندت اغلب المناصب للاشخاص اغلبهم غير جدير بهذه المهمة.
ولم نشاهد لحد الان اي نادي او اتحاد يملك منشأت او ملاعب او استثمارات بمواصفات عالمية او يحقق انجازات متميزة في البطولات العالمية لكي نشير له بالبنان.
واصبحت ارضية الرياضة في السنوات الاخيرة رخوة ومن السهولة الدخول في مجالها من اجل كسب الشهرة بصورة سريعة ، وتحول بعض العاملين بالسياسة الى العمل الرياضي من خلال استغلال حاجة بعض الاندية والاتحادات الرياضية الى الدعم المالي والحماية وفي ظل الفوضى التي يعيشها العراق.
ودخلت مجاميع اخرى لمجال كرة القدم الرحب والذي لم يكن وفق ضوابط واسس صحيحة او دراية بالعمل الرياضي وبغياب الروح الرياضية .
وظهر غياب الروح الرياضية من اجندة الموسم الكروي الحالي بعد ان كثرت حالة الاعتراض على قرارات الحكام والتجاوز عليهم بشكل غير مقبول وامتدت المشاحنات الى ادارات الاندية التي من المفترض انها قدوة للآخرين وانها يجب ان تتحلى بالعقل والمنطق السليم وكثرت ظاهرة اقالة المدربين ايضاً.
وتغيرت معادلة الجمهور العراقي الذي كان مثالياً ويضرب به الامثال لانه كان يشجع بشكل جميل كل الاندية ويحضر للملاعب من اجل الاستمتاع بوقت جميل ، وتحول هذا الجمهور وبغياب القانون الرادع الى بؤرة لاثارة المشاكل والفتن بين الاندية واللاعبين والاتحاد من جهة اخرى ولا نعرف كيف سيتم محاسبتهم وابعادهم عن اجواء الرياضة في ظل ضعف القانون وادارات الاندية وكذلك تستر البعض عليهم.
نتمنى عودة الروح الرياضية لملاعبنا لان سمعة رياضتنا مهمة ، ونامل ان تعود لسابق عهدها لان بلدنا كان داراً للسلام والامن والامان ونريده ان يعود لسابق عهده.