لا أعتقد ان هناك من لايقر بفوضى الرياضة اليوم ومنذ العقدين الاخيرين تحديدا , الجميع يقر بها على مختلف المستويات والاصعدة من دوائر ومؤسسات حكومية ورياضية واعلامية وحتى برلمانية .
نحن هنا لانقر بهذه ( الفوضى ) كمفردة لغوية مجردة تطلق على وضع قائم نعيشه ونتعامل به الان بكل حيثياته , وانما لابد من الاشارة الى ان هذا الوضع يشمل كل المشهد الرياضي في البلاد الذي لايضم كرة القدم فقط وانما اضافة اليها هناك العاب رياضية كنا فيها نتسيد المشهد وكان يُحسب للعراق الحساب الخاص ولو اختصرنا الذكر بالاشارة الى الالعاب التي باتت اليوم تعاني من الشتات والضياع وغياب الحضور في المشاركات والانجازات نراها كثيرة وتحتاج مساحة للكتابة
الرياضة في العراق دخلت ومنذ سنوات في دوامة العمل الشخصي لا الجماعي وارتضت الهيئات الادارية للاتحادات والاندية لنفسها الغوص في (بحبوحة ) ما يجنيه هذا العضو وذاك الرئيس ومن تم تعينه امينا للسر وفقا لطريقة ( كم من أموال وسفرات ) تأتي عن طريق دعوات (وهمية) متفق عليها مسبقا مع اللجان المنظمة للبطولات الخارجية ولاسيما في البلدان العربية او الاسيوية واحيانا الاوربية وتتكرر هذه المشاركات (الايفادات) على الرغم من عدم تطويرها للاعبين ولم تتضمن شهادة اعتراف رسمي بها والفوز بأوسمتها يحتاج عند استقبالهم في المطار الى ( لوري ) او شاحنة لتحميلها!!
الاسباب لاتعد ولاتحصى ولكن بالمجمل غياب القوانين الصحيحة للرياضة العراقية وهيمنة اسماء وعوائل على مقدرات الاتحادات والاندية وغياب واضح لتفعيل قانون الاحتراف وعدم وجود لجان مختصة بمراقبة عقوده أي ( الاحتراف ) للاعبين العراقيين والاجانب وعدم تحديد السقف الاعلى للعقود المحلية حتى ( لاتشتري ) الاندية الغنية جميع نجوم اللعبة وتبقى الاندية الفقيرة تجمع ماتبقى منهم ..
ايضا اقامة انتخابات كيفية للاندية والاتحادات وفقا لما تريده هذه المؤسسات بعيدا عن القانون والمراقبة الحقيقية
ان احد الاخطاء الكبيرة في ظل بقاء ذات الاسماء يكمن في تحكمها منذ عشرات السنين وعدم تحديد مدة الدورات الانتخابية ومن يرشح لها .. وشاهدنا كبار المسؤولين يدخلون انفسهم ( طرفا ) لحل مشاكل الاندية ولاسيما تلك التي عجزت عن الايفاء بعقودها مع لاعبيها فيدفع المسؤول من أموال مؤسسته للتعويض واسناد الاندية وحل الاشكال دون متابعة أين ذهبت الاموال الاصلية , الفوضى عمت الرياضة في مسألة ( تفريخ ) اتحادات واندية بالعشرات دون فائدة حقيقية المهم تخصص لها الاموال والسفرات ولاوجود لصناعة رياضيين حقيقيين وأغلب اللاعبين من ابناء الهيئات الادارية او ( ولد الجيران ) والاصدقاء من الموالين للهيئات الادارية , في ظل هيئات عامة فصلت على مقاسات مطلوبة تنام صيفا وتواصل نومها في الشتاء ايضا وتُفعل نفسها ، فقط أثناء ايام الحراك الانتخابي لبيع الاصوات حسب سعر السوق !!!
كلام طويل يحتاج الى وقفة حقيقية لايقاف هذا الانفلات لانقاذ ما يمكن انقاذه ولكن ليس على طريقة ( تدوير ) وجوه المدربين فهي تعكس رياضتنا كما هي بتــــــاريخ اليوم !!… الستم معي .. !!