ـ منذ اليوم الأول لدخول صدام الكويت.. توقفتُ (أنا د. هادي حسن عليوي) تماماً عن الكتابة السياسية.. سواء في النظم السياسية.. أم بالفكر السياسي.

– كما توقفتُ عن ممارسة التحليل السياسي.. سواء كتابة أم مباشرة عبر القنوات التلفزيونية أو الإذاعية.

ـ على الرغم من إنني المتفوق الرابع على دفعتي بالكلية.. في العلوم السياسية.

– وكانت رسالتي للماجستير في النظم السياسية.. مع توصية اللجنة العلمية بطبعها على نفقة الجامعة.

ـ أما أطروحتي للدكتوراه فكانت في الفكر السياسي.. وبدرجة الامتياز.. وطبعت كل منهما مرتين.. ونفذت من المكتبات.

ـ كما حصلتُ على شهادة الدبلوم العالي في اقتصاديات العمل بتفوق من برلين / العام 1975.. ومثلها في الصحافة الدولية من روما / العام 1980.

ـ وصدر لي لحد الان 26 كتاباً في: العلوم السياسية.. والفكر السياسي.. والاجتماعي.. والاقتصادي.. والتاريخ السياسي للعراق المعاصر.. والأحزاب السياسية.. ومشكلات العالم الثالث.. ومشكلات العراق.. إضافة الى كتب أخرى في الإعلام والرأي العام.

– ونشرت لي عشرات البحوث العلمية ضمن تخصصاتي.. وآلاف الدراسات والمقالات في الصحافة الأجنبية والعربية والعراقية.

ـ لكنني كنت امام مفترق: أما ان استمر في كتاباتي السياسية.. وأكون مرغماً بما اكتب.. أو اتوقف عن الكتابة.

ـ فلم اكتب عن احتلال الكويت برغم من ان مدير تحرير جريدة الجمهورية ابلغني منذ اليوم الثاني لدخول القوات العراقية الكويت.. بالكتابة عن (تحرير الكويت).. لكنني لم اكتب حرفاً واحداً لا على (تحرير) الكويت.. ولا عن غيرها من القضايا السياسية.

ـ كانت من نتائج هذا الموقف شطب عضويتي من نقابة الصحفيين وآخرين من قبل نقيب الصحفيين (عدي صدام حسين).. تحت يافطة.. اننا متقاعدون.. ولم نكتب عن القائد والثورة في ذكرى ميلاده.. ولا في ذكرى ثورة 17 ـ 30 تموز 1968.. برغم عدم وجود قانون يبيح للنقابة شطب عضويتي.

ـ المهم استمريت بالكتابة (غير السياسية) في الصحافة العربية والعراقية والاجنبية.. في موضوعات.. التاريخ.. والقيم الاجتماعية.. والاخلاق.. والفكر الاقتصادي.. بعيداً تماماً عن السياسة بكل مفاصلها!!.

– كما أخذت اكتب عن شخصيات عراقية.. وتفرغت تماما للتأليف.

ـ وخلال فترة الحصار كتبت عن الحصار الاقتصادي في المجتمع العربي.. وكان أول حصار عربي هو: الحصار الذي نفذته قريش ضد الرسول محمد (ﷺ).. وصحبه المجاهدون!! كتبته بصيغة رائعة مما اثار الصحف والمجلات التي نشرته نقلاً عن مجلة الوطن العربي الكويتية التي نشرته بها!!

كتاباتي ما بعد 2003

ـ تنوعت كتابتي بعد 2003.. فاستمريت في الكتابات الاجتماعية.. والثقافية.. وعدت للكتابة في النظم السياسية والديمقراطية.. وفي الاقتصاد.. وما تتطلبه المرحلة.

وصدر لي ثلاثة كتب:

– الكتاب الاول: احزاب المعارضة السياسية في العراق 1968 – 2003.

– الكتاب الثاني: رجالات العراق الجمهوري من عبد الكريم قاسم الى صدام حسين.

– الكتاب الثالث: رجالات صدام.. سيرة 64 قياديا بعثياً.

ـ لكنني توقفت تماماً في الكتابة في الفكر السياسي.. والتحليل السياسي؟.. وأرفض تماماً الظهور في الفضائيات في موضوعات سياسية!!

ـ يسألني البعض: لماذا دكتور توقفت عن الكتابة في السياسة والتحليل السياسي؟؟

ـ أقولها بصراحة متناهية.. لأنني لم أجد في المحللين السياسيين الحاليين.. سوى مجموعة مهرجين لا يستحون من أنفسهم.. ولا تحترم أكثر الفضائيات ووسائل الإعلام ذات الصبغة العراقية مهنيتها وسمعتها باستضافة هؤلاء.. أو الكتابة لأناس لا يفقهون حتى في الذوق العام.. (مع احترامي لخمسة أو أكثر قليلاً.. هم محللين سياسيين حقيقيين.. لتخصصهم ومهنيتهم في التحليل السياسي).

ـ اليوم: أجد محللين أمنيين أميين.. والبعض لا يستحي من أن يضع لقب الدكتوراه أمام اسمه.. وهو لا يملك سوى شهادة البكالوريوس.. وليس في الدراسات الأمنية.. وليس له خبرة أمنية.

– وهناك بعض المرتزقة ممن يحمل الدكتوراه.. لكن تخصصه لا سياسي ولا أمني.. وليس لديه خبرة أمنية.. ويكتب خبير أمني.. أفٍ عليكم.

– (مع احترامي لأربعة .. او أكثر قليلاً لتخصصهم ومهنيتهم في التحليل الأمني وخبرتهم الأمنية.. في مقدمتهم الشهيد هشام الهاشمي).

ـ أجد نفسي اليوم خجلاً.. وأنا أسمع وأشاهد كتلاً سياسية لا تفقه حتى بأصول الحوار.. ولا يستحون من شعبهم عندما أجد قادة كتل لا يستحون من الكذب وإطلاق العبارات النابية.. ولا يتذكرون ما قالوه أمس.. ليعيدوه في اليوم الثاني ويصرحون بالضد منه.

ـ أغضب وأثور.. وأنا أجد سياسيين يتاجرون بدماء العراقيين.. ويبيعون الوطن.

ـ أجد من يدافع عن قوات محتلة لبلده جاءت لدعم داعش.. أية خيانة أكبر من ذلك ؟!!.

ـ أجد سياسيين ما أن تبرز أزمة حتى يهرولون الى دول الجوار يتلقون التعليمات والأوامر.

ـ أجد سياسيينً يتبرؤون من السياسة ومن جماعتهم.. ليعودوا للسياسة.. متناسيين ما قالوه بالأمس.

ـ أجد من دمرً الفلوجة والانبار وديالى والموصل وغيرها.. يقف ليدافع عن ماذا ؟.. لا أدري؟.

ـ أجد قادة سياسيين.. جاهدوا ضد صدام لتحرير العراق.. واعطاء الجنوب العراقي حقوقه التي سلبها صدام.. يسرقون موازنات الجنوب.

– ويبقى الجنوب شعبا فقيراً.. بلا مدارس.. ولا تعليم حقيقي.. ولا تعيين خريجيه.. ولا شوارع مبلطة.. ولا مستشفيات.. ولا مجاري.. ويصبح الجنوب مناطق موحشة!!

ـ أجد من يتحدث بالقدرات.. ولم يهرع لنجدة الحلة.. وطوزخرماتو.. وبشير.. التي نكبت عشرات المرات.

ـ أجد من تباكى على تلعفر.. ولم يقف أحداً منهم حقاً لدعم نازحي تلعفر.

ـ أجد من يتحدث عن أمن بغداد وهو لا يعرف حتى في المشي.. وجريمة الكرادة لا تغتفر.

ـ أجد وزير عدلٍ لا همً له سوى تجزئة المسلمين في العراق.. وأخيراً صمتً بعد أن رفضً مشروع قانونه الطائفي.

ـ أجد من يدافع عن المذهب.. من كلا المذهبين.. وهم من دمر الشيعة.. أو من دمر السنة.. وهم من أدخل داعش الى مدنهم.. ويقفون اليوم ضد إخراج داعش من مدنهم.

ـ أجد من كبار قادة جيشنا هربوا من المعركة قبل أن تقع المعركة.. وهم لا يخجلون.

يتبع 1

ـ الأدهى لم يحاكموا عن خيانتهم العظمى.. ومن ثم يتجولون بين قطعات الجيش للإعداد والتهيئة لقيادة الجيش للمعركة.. المعركة التي هربوا منها قبل أن تقع!!.

يا للمهزلة.. والمصيبة.. يكرمون.. عن ماذا يكرمون ؟.. لا أدري.

ـ اندهشنا وسخطنا واستنكرنا بشدة عندما طلعت أحدى النائبات بشعار: (سبعة × سبعة).. أي قتل سبعة من المذهب الآخر.. لكننا وجدنا الكل تصرخ إنهم غير طائفيون.. ويرفعون شعار: (سبعة × سبعة).. والكل طائفيون مع سبق الإصرار!!

ـ أغضب.. وأثور.. عندما أجد المسؤولين عن رعاية النازحين حرامية وساقطين.. بل أسوء أخلاقاً وسلوكاً من داعش.. سرقوا كل أموال وتخصيصات النازحين .. ويطالبون بالمزيد.

ـ أجد خريج هندسة الاقتصاد.. يسقط الدينار العراقي.. تحت شعار الازمة التي خلقتها الكورونا.. والعالم كله حتى الصومال.. دعموا شعبهم وقدموا كل شيء.. حتى الغذاء.. وحكوماتنا سرقت حتى الحصة التموينية من الفقير!!

ـ مسؤولون في الدولة لا يستحون.. كثيرون منهم يدعون: إنهم من حملة (شهادة الدكتوراه أو الماجستير).. وهم لا دكتوراه ولا ماجستير.. وبعضهم لا يحمل حتى شهادة الإعدادية.

ـ وعندما بدأ تدقيق الشهادات الدراسية للموظفين.. لم يخجلوا.. وجلب الكثير منهم شهادات أخرى من جامعات تمنحها بالمراسلة.. وهي شهادات غير معترف بها في العراق.. لكنهم وضعوها في أضابيرهم.

– أخيراً أنقذتهم الحكومة بتعميمها التريث في اتخاذ إجراءات ضد المزورين.. وهكذا سرق المال العام ل 20 سنة بقرارات حكومية.. وما زال يسرق حتى الآن.

ـ ليشرعوا قانون جديد بعنوان: (تعادل الشهادات).. لتجري أكبر عملية تزوير.. بتعادل شهادة سوق مريدي مع شهادات أكسفورد!!

ـ أجد الكل تتحدث بالنزاهة.. وأكثرهم لصوص حتى في راجيتة الدواء والعلاج.. ولم يقدم أكثريتهم حتى الآن استمارات كشف ذممهم المالية الى هيئة النزاهة.

ـ وحتى الذين قدموا هذه الكشوف لا خوف عليهم.. فقد أصبحت هذه الاستمارات روتينية.. (تحفظ في اضبارته).. ولا من تدقيق ولا من حساب.. وحتى قانون (من أين لك هذا ؟).. الذي سيعاد تشريعه.. يبقى حبراً على ورق.

ـ آخرون يؤجرون سياراتهم الحكومية المصفحة وشققهم في مدينة اربيل.. التي حصل أكثريتهم عليها هدية لأغراض سياسية؟.. لا يدرون لمن أجروها؟.. وقد يكون المؤجرون إرهابيون؟.

ـ أجد حرب الأنبار أصبحت تجارة ونهب ؟.. والمشرفون على النازحين فيها.. أصبحوا ملياردرية.. والنازحون الحقيقيون يموتون جوعاً وعطشاً.. وما زالت بيوتهم مهدمة.

ـ لم أتحمل ما جري خلال معارك (قادمون يا نينوى) من نفاق وكذب ودجل.. حتى سقطتُ على الأرض مغشياً.. والطبيب يقول علاجكً الهدوء والاسترخاء.

ـ أي استرخاء يا دكتور: وفضائيات وإعلاميون وسياسيون يتباكون على الدواعش.. ويرفعون شعارات حماية أهل الموصل.. ويصرخون ويطبلون: بجوع وبرد النازحين.. ولم يتبرع احدهم بصهريج نفط.. أو بمائة سلة غذاء للنازحين.. أو حتى بزيارة أهليهم النازحين في الخيام!!.

ـ النكتة الاكبر.. ان بعض الدواعش وداعميهم.. أصبحوا وزراء.. وقادة كتل سياسية.. مشاركة في حكم العراق وامنه وسياسته واقتصاده!!

ـ مثلما كانت المعارك في الزمان السابق تستمر في شمال العراق.. ليس من أجل القضاء على (العصاة) الأكراد.. كما يقولون.. بل من أجل النهب.. فهم تجار حروب في كل زمان ومكان!!.

ـ تجارة جديدة بدأت تينع.. وهي تجارة الاعمار وإعادة بناء ما دمره الدواعش.. والله أنتم أسوأ من الدواعش.. سرقتم كل تخصيصات اعمار الأنبار.. وما زلتم ترددون هل من مزيد.. والقادم أعظم في حملتي أعمار سهل نينوى.. ومدينة الموصل!!

ـ وزير 13 سنة ينهب بخيرات العراق.. نادم لأنه عاد مواطناً عادياً كما يقول هو.. لا يا أيها الوزير المقال.. فأنت لم تخدم العراق.. بل العراق خدمكً.. وجعل منكً مليارديراً من المال العام.. حتى انك تصرف من أموال العراق 600 دولار شهرياً للعلاج البيطري لكلبكً فقط.. باستثناء غذاءه الذي لا أعرف كم يكلف ؟؟؟.. والذي تتبختر معه في أوربا.

ـ الوزير المقال: يقبض راتباً تقاعدياً عن ال 13 سنة كوزير.. وخدمة (سنوات جهاده السياحي في أوربا) راتباً لم يحلم به.. وان كنت يا وزيرنا قد حلمتً بهذا الراتب: (ستقول كابوس مجانين).

– راتباً تقاعدياً يعادل رواتب 10 أستاذاً جامعياً لهم خدمة 40 سنة لكل واحد منهم.

ـ وبعد: أجد سارق تخصيصات النازحين يتحدث بالنزاهة.. ونسيً انه اشترى فندق سبع نجوم في الاردن من تخصيصات النازحين.. الذين ماتوا جوعا وبرداً.

ـ أحدث سفالة.. أجد وزير كهرباء سابق سرق كل الدخل.. ويعيش حالياً متنعما في الخارج.. ينصح وزارة الكهرباء بالقيام بعمليات صيانة هذه الايام لزيادة الكهرباء.. أفٍ عليك وعلى كل وزراء كهرباء منذ 2003 حتى اليوم والى ما شاء الله.. مادام السراق يحكموننا!!

ـ من يحترم نفسه عليه أن يسكت.. ولا يستخدم أموال الدولة لتسقيط الآخرين.. معظمكم ساقطون.. فلا داعي للتسقيط.

– ومن يحترم نفسه.. عليه أن يعلن التوبة أمام الشعب.. ويعتذر.. ويعيد ما سرقه للشعب.. ويذهب من حيث أتى !! ولا يروينه وجهه المصخم ثانية.

ـ مع كل ذلك.. أحترم الصفوة القلية جداً.. جداً.. بل الذين يعدون بأصابع اليد في التحليل السياسي والأمني.. ولن أحترم أبداً سياسيي الصدفة.. المنافقون والكذابون.. وكلهم ينفذون توجيهات من يدفع لهم من الخارج.. أنهم عبيد الأجنبي.. أفٍ عليكم جميعاً.

بقيً أن نقول:

ـ شكراً لانتفاضة الشباب بعمر الورد.. انتفاضة تشرين.. وقفوا بوجه الرصاص الحي.

ـ وافٍ.. أفٍ لقادة التنسيقيات التي فرضو انفسهم قادة للانتفاضة.. واخيراً باعوا الانتفاضة بثمن بخس.. ورفعوا الخيام.. وأقول لهم الخزي والعار يلاحقكم اينما كنتم.. وانتفاضتنا باقية!!

ـ انها تجربة جديدة في الخيانة والسفالة.. ان فيفي عبده اشرف منكم .. وادعو لها بالحياة الكر يمة.. مثلما ادعو لكم بالفضائح.. ويوم تسود وجوهكم!!

ـ أخيراً.. سأستمر في الكتابة في السياسة.. مادام معظم المسؤولين والنواب وخدمهم سياسيون فاسدون.. وطائفيون.. وقتلة.. ولن يجف حبر قلمي!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *