الاصوات الجميلة في قراءة القرآن الكريم أو في الآذان ترفع درجة الايمان لدى المرء وتجعل قلبه يخفق ونفسه تواقة لسماع المزيد من الآيات القرآنية وهي تصدر من أصوات رخيمة محببة الى النفوس … ومنهم من تدمع عيناه متأثراً باللحن الحنين في اوقات كثيرة .. ويذهب به ذلك الصوت الأخآذ نحو الخشوع الوجداني وكأنه صوت قادم من عالم الغيب الملائكي الجميل ، ومشكلة قرائنا الافاضل انهم مازالوا يتبعون الطريقة الملائية الباكية في القراءة بحجة عدم الخروج عن نطاق المقام المتبع حيث صار هذا النوع من القراءة غير مستحب من الاجيال الحالية فهي طريقة تفتقر الى الجمال واللحن النغمي الذي يشترط ان يكون موجوداً على صعيد ماجاء به القراء المصريون من تجديد وابداع في هذا الشأن ويقال ان الطريقة العراقية الحالية المشوبة بالنحيب هي طريقة موروثة من المقامات العثمانية القديمة وهناك من يقول بأنها مقتبسة من العباسيين وكان من الواجب أن تقوم دائرة الاوقاف أو من له علاقة بالموضوع بأعادة النظر بهذا الامر وان تلتزم في اختيار اصحاب الاصوات الجميلة وتخصصهم بشكل حصري ليرفعوا الآذان في المساجد او يتلوا القرآن الكريم بالاوقات المستحبة وهذا له أهمية كبيرة للمستمعين في ترسيخ العقيدة الايمانية لديهم من خلال جاذبية تلك النغمات الجميلة وحلاوة الحانها لما لها من سحر آخاّذ للقلوب ورغبة عارمة في التصنت والاستماع كما يحصل مع صوت المقرء المرحوم عبد الباسط عبد الصمد على سبيل المثال لا الحصر … فقد كثرت الاصوات النشاز في الآونة الاخيرة وصار كل من يريد ان يحصل على حسنات يذهب الى المسجد ويحمل المايكروفون ليؤذن أو يقرأ القران ولا شأن له بصوته ان كان جميلاً او نكراً حتى صار مايكرفون المساجد مشاعاً للجميع وتفتقر بعضها الى المسؤول الرسمي للسيطرة على حرمة مكبرات الصوت لاهميتها ، واكثر هولاء هم اصحاب الاصوات الرديئة المزعجة التي لاتصلح الى القراءة فهم يعتقدون بأن اصواتهم جميلة وستلهم المستمع ، والمشكلة الاخرى الاكثر أذى هو في سماعات المساجد التي تتجه بفوهات ابواقها نحو البيوت المحيطة بشكلٍ مباشر وهذا من الاخطاء التي يرتكبها أولئك الذين يقومون بتثبيت السماعات فوق اسطع الجوامع او مناراتها فهم لايفقهون شيئاً عن فنون تنظيم الاصوات التي كان من الاجدر بهم أن يوجهوا فوهات ابواق السماعات بزوايا منفرجة لتتجه الى الافق البعيد من أجل أن تصل بأصواتها الى مسامع مضاعفة ولا توثر تأثيراً مباشراً على مايحيط بها من مساكن … أين دائرة الاوقاف من كل هذا ؟ عجيب والله ؟ .